حكومة “تستاهل احسن” تفشل في الاضطلاع بأدوارها التواصلية في عز الاحتقان الاجتماعي

بالواضح

تتوالى صدمات المواطنين أمام حكومة “تستاهل احسن” التي لا تكد تنتهي، فبعد الكبوات والانزلاقات التي سقط فيها المايسترو “أخنوش”، أبت مجموعته الا أن تسير على ركابه المائل، والانتظام وفق ايقاعه الفاتر والرتيب…

الكل تابع ولا زال حالة الاحتقان الاجتماعي الهائج والمتصاعد الذي تشهده عدد من المدن، دون أن تجد لها آذانا حكومية صاغية تتواصل معها، وتشفي غليل قلقها وغضبها، المنبعث ظاهريا من  فرض الادلاء بجواز اللقاح،  وضمنيا على وقع  لهيب الأسعار الذي أشعل الأسواق المغربية وأرهق معها الجيوب لاسيما الطبقات المتوسطة والفقيرة..

باختصار هي حالة تراكم من ضغط واحباط اجتماعيين، نزل في وقت وجيز كالصاعقة على المواطن، الذي لم يجد من بد الصمت والاندهاش من هول صدمة ما يراه أمامه من حكومة فاشلة، على الأقل، في بدايتها، لا تحرك ساكنا، بعد أن مَنَحها هذا المواطن صوته بكل أمل وثقة بغد مشرق على إيقاع آمال وردية بأرقام فلكية…

والأنكى من ذلك والأمرّ، هو أن الأمر لم يقف عند هذا الحدّ، حيث إن الحكومة الجديدة، تنحّت جانبا في أحلك الظروف التي كان عليها أن تضع نفسها في الصفوف الأمامية، باعتبار مسؤوليتها السياسية والأخلاقية في مخاطبة المواطن والاضطلاع بأدوارها الدستورية في القيام بدور الوساطة بين الدولة والمجتمع، لاسيما وأن الحكومة سياسية بامتياز، مشكّلة من ثلاثة أحزاب تصدرت الاستحقاقات العامة الاخيرة للثامن شتنبر 2021.

فلقد تابعنا مدى الصمت المريب والرهيب لهذه الحكومة في تهدئة الأوضاع الاجتماعية، حيث شاهدنا خروج أطر وموظفي الدولة واضطرارهم تقديم ما على الفاعل السياسي تقديمه، فباستثناء وزير الصحة “التقنوقراطي” وإن نسي قليلا أن حقيبته اتسعت إلى ما هو متعلق “بالحماية الاجتماعية”، فإننا لم نرَ أي وجه حكومي يفتح بابه إلى المواطن ويشرح له ما يجري في هذه المرحلة الجديدة التي تغيّر فيها كل شيء… لم نرَ أيضا هذا الوجه الحكومي المنحني لكي يرفع رأسه ويفسر للمواطن كيف سيتم الوفاء بالوعود الانتخابية المتبخرة جزءا منها اليوم…

وأمام هذا الظرف الاجتماعي الدقيق ندعو الحكومة إلى الاستيقاظ من غفوتها، والرفع من منسوب التواصل، وألا تستغل الغياب شبه التام للمعارضة، وتستكين إلى مكاتبها الوثيرة، فالتدبير الحكومي من مقوماته التواصل الذي يبقى أهم أسباب نجاح العمل الحكومي، إذ في غياب التواصل تغيب أمام المواطن ظروف السير العام لقاطرة بلاده، ما يولد نوعا من الاحباط والنفور لدى الشارع، وهو ما نجني جزءا منه اليوم…

اترك رد