دور الدبلوماسية الحزبية في الترافع عن قضايا الأمة: حزب الأصالة والمعاصرة نموذجا..

بالواضح - عبداللطيف أبوربيعة

بحر هذا الأسبوع، حل ببلادنا، وبدعوة من حزب الأصالة والمعاصرة وفد من الشباب يمثل الحزب الديمقراطي الأمريكي يرأسه “جوشوا هاريس تيل” رئيس شبيبة هذا الحزب حيث استقبل هذا الوفد بالرباط من طرف “عبداللطيف وهبي” الأمين العام للأصالة والمعاصرة قبل ان يتجه صوب مدينة الداخلة بالصحراء المغربية من أجل اكتشاف الأقاليم الجنوبية حيث التقى بعدد من المسؤولين من بينهم المدير الجهوي للاستثمار لجهة الداخلة وادي الذهب وممثلي الساكنة بمختلف المجالس المنتخبة.. الوفد الشبابي الأمريكي حضر بمدينة الداخلة لورشة حول مقترح الحكم الذاتي المغربي نظمتها شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة ، وهي الورشة التي عبر الجميع في ختامها على دعمهم للقرار التاريخي الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء ،القرار الذي ساهم في تقوية العلاقات بين الرباط وواشنطن كما عبروا عن تأييدهم لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل وحيد وذي مصداقية لحل مشكل الصحراء المغربية.

ما قام به حزب الأصالة والمعاصرة المغربي من خلال دعوته للوفد الشبابي الأمريكي الذي يمثل الحزب الديمقراطي الحاكم بالولايات المتحدة لزيارة الصحراء المغربية يرفع من منسوب الوطنية وخدمة قضية الوطن الأولى المتمثلة في الوحدة الترابية للمملكة لدى هذا الحزب المغربي وسعيه إلى اختراق مراكز القرار الدولية من خلال الدبلوماسية الحزبية والسياسية، ويعطي الحزب المغربي كذلك المثال باستقباله لوفد من الحزب الديمقراطي الأمريكي على الدور الذي يجب ان تلعبه الدبلوماسية الحزبية في الترافع عن قضايا الأمة والتصدي بشراسة لكل من خولت له نفسه الإساءة للوطن ولمقدساته وقضاياه وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية والوحدة الترابية للمملكة، وكذا البحث عن جلب الاستثمارات للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية للمملكة خاصة في هذا الوقت بالذات والذي يتسم بالسعي الحثيث لجهات معادية لمصالح المغرب والتي ما فتئت تلجأ للتآمر الخبيث ضد الوحدة الترابية الوطنية والمنافسة غير الشريفة لعرقلة الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي المغربي في ظل النجاحات التي حققتها وتحققها الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس على صعيد أكثر من قارة..
وبالاستماع إلى ما عبر عنه أعضاء الوفد الشبابي الأمريكي من انبهار وإعجاب بالمغرب وخاصة بمنطقة الداخلة المغربية يتضح جليا ومما لا يدع مجالا للشك أن حزب الأصالة والمعاصرة المغربي ربح الرهان ونجح بامتياز في ربط جسور التعاون والشراكة البناءة بين الحزبين المغربي والأمريكي، خاصة وأن الزيارة ساهمت، حسب تعبير الضيوف الأمريكيين، في محو تلك الصورة التي تنقلها بعض وسائل الإعلام حول المنطقة بتواطئ مع جهات معادية للمملكة من كونها منطقة محتلة بل رأوا بأم أعينهم ، حسب ما عبروا عنه،ما تتمتع به المنطقة من أمن واستقرار وتنمية وانخراط للساكنة المحلية من خلال المنتخبين الذين التقوا بهم وتحاوروا معهم ووقفوا على ما تزخر به المناطق الجنوبية المغربية من فرص للاستثمار عكس ما تروج له الجهات المعادية للمغرب عبر أبواقها الإعلامية والدعائية المدفوعة الأجر..
وتجدر الإشارة إلى أن زيارة الوفد الشبابي الأمريكي جاءت لتقطع الشك باليقين، وتؤكد لأولئك المشككين في الاعتراف الأمريكي الأخير بمغربية الصحراء أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر المغرب شريكا استراتيجيا مهما يحظى بدعم قوي من الولايات المتحدة الأمريكية لموقفه بالنظر إلى السياق العام الذي تعرفه قضيتنا الأولى المتمثلة في الوحدة الترابية للمملكة.. وهي زيارة سيكون لها، لا محالة ، ما بعدها على ضوء ما تم التأسيس له من علاقات تعاون وشراكة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية والذي جسده جدول أعمال هذه الزيارة والذي يسير في اتجاه تقوية وتعزيز الموقف المغربي من قضية وحدته الترابية، وهي كذلك زيارة تعتبر الأولى من نوعها لوفد سياسي أمريكي وعلى هذا المستوى لمدينة الداخلة مما يبرز الاهتمام الأمريكي بهذه المنطقة وبموقعها الاستراتيجي وما تتوفر عليه من مؤهلات وما توفره من إمكانات برية وبحرية وطبيعية للاستثمار..
ومن خلال ما عبرت عنه الوجوه السياسية الشابة للوفد الأمريكي وانبهارها بالتنمية التي تشهدها مدينة الداخلة، أكدت على عزمها دعوة مستثمرين شباب أمريكين للاستفادة من فرص الاستثمار التي تمنحها المنطقة، وتؤكد بذلك أن الزيارة ستساهم لا محالة في خلق شراكات بين هؤلاء والشباب الصحراوي المغربي للدفع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المناطق الصحراوية المغربية ..
ختاما، إذا كان الحزب الجمهوري الأمريكي قد بدأ بالاعتراف بمغربية الصحراء فإن الحزب الديمقراطي من خلال هذه الزيارة يستمر في التأكيد على سيادة المغرب على كافة أراضيه بما فيها الصحراء المغربية واتجاهه في منحى الاستمرارية في موقف الولايات المتحدة من خلال خلق فرص للاستثمار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالصحراء المغربية، وهو ما من شأنه الدفع بدول أخرى لتحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية لتغير تلك النظرة المغلوطة والزائفة التي يروج لها أعداء المملكة والانخراط بدورها في المد التنموي بالمناطق الجنوبية للمملكة والتي تحظى بالسلم والأمن والتنمية وتزخر بمؤهلات وإمكانات استثمارية هائلة، مما من شأنه جعل منطقة الصحراء المغربية فضاء للتنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة، وجبهة للتصدي للإرهاب والعصابات المنظمة المختصة في تجارة السلاح والمخدرات وفي مقدمتها الجبهة الانفصالية للبوليساريو المدعومة من قبل النظام العسكري الجزائري من جهة أخرى..

اترك رد