رئيس جامعة الكفاءات يقترح تخصيص مراكز الاصطياف مآوٍ للمتضررين من زلزال الحوز

بالواضح

كشف رئيس جامعة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج الدكتور رضوان القادري عن تصورات كفاءات الجامعة في عملية تدبير آثار زلزال الحوز وذلك عبر مرحلتين اثنين: أولهما تخصيص مراكز الاصطياف مآوٍ لفائدة الساكنة المتضررة التي فقدت منازلها كليا أو جزئيا، أما ثاني المرحلتين فترتبط بتأهيل المناطق التي هزّها الزلزال عبر بناء الطرق والمدارس والمستشفيات ودور الشباب والثقافة ومراكز للدرك الملكي.

كما كشف المتحدث، في حوار خاص لجريدة “بالواضح“، جهودَ كفاءاته من مغاربة العالم في جمع التحويلات لفائدة المتضررين عبر الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال.

وعن خرجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقطع فيديو وجهه مؤخرا إلى عموم المغاربة على خلفية زلزال الحوز، فقد انتقد رئيس جامعة كفاءات مغاربة العالم بشدة هذه الخطوة المثيرة للجدل واصفا إياها بغير المحسوبة، معتبرا بأن هذا التصرف يؤشر على أن هذا الرئيس بات فاقدا لاتجاه البوصلة، وأن العلاقات بين البلدين أكبر من خرجاته اللامسؤولة، واصفا بأن “السيد” المغرب و”السيدة” فرنسا زخم من تاريخ عريق وعميق.

وفيما يلي النص الكامل للحوار الآتي:

س – يسعدنا أن نرحب بكم رئيس جامعة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج الدكتور رضوان القادري على حضوركم معنا في هذا الحوار لتسليط الضوء على جملة من القضايا والملفات، وبداية وقبل الخوض في هذا الحوار، ما هو الجديد لديكم في جامعة الكفاءات إزاء الكارثة التي هزت مؤخرا إقليم الحوز ومناطق أخرى

ج – بداية أود أن أتقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن كافة أعضاء جامعة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج بأحر التعازي وأصدق عبارات المواساة إلى أب الأمة المغربية صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في فاجعة زلزال الحوز وللشعب المغربي قاطبة ولعائلات ضحايا هذا الحادث الأليم.

وهنا لا بأس أن أذكّر بما سبق لمغاربة العالم وأن ساهموا بشكل ناجح في مساعدة اخوانهم في المغرب خلال فترة جائحة كورونا، حيث قاموا بتحويلات مهمة جدا لذويهم وأقاريهم وكذا عبر الحساب الخاص الذي كان قد أقره جلالة الملك حينئذ من أجل مساعدة العائلات المتضررة من جائحة كورونا، وكما لا ننسى الجهود الجبارة والحثيثة التي وقفت عليها للدولة المغربية في التصدي لمكافحة هذه الجائحة، وهنا أستحضر ما قامت به جامعة المغربية المقيمة بالخارج كما سبق وان نشرتم وواكبتمونا خلال هذه الفترة العصيبة من مساعدات وتحويلات مهمة، مستحضرا، خلال تلك الفترة، بكل اعتزاز ما وقفه مغاربة العالم وقفة رجل واحد عندما انتقلوا في تحويلاتهم المصرفية من 96 مليون اورو الى 104 مليون اورو.

أما فاجعة زلزال الحوز فمن خلال ما نقوم به من اجتماعات منتظمة واتصالات مكثفة ولقاءات دراسية عميقة اؤكد لكم ان مغاربة العالم سيخلقون الحدث ان شاء الله، وهو حدث سيثلج أفئدة اشقائهم بالمغرب كما حدث أمام المنتخب المغربي بمونديال قطر، من خلال مشاركة كفاءات رياضية كروية مغربية رفعت راية المغرب عاليا الى جانب اخوانهم من مغاربة الداخل، لذلك فإن مغاربة العالم حاضرون في السراء والضراء، ومن خلال زلزال الحوز المؤلم سنصنع الحدث بتحويلات مهمة جدا ستكون اضعاف تحويلات فترة كورونا وذلك عبر مراحل، ومن هذا المنبر نشكر جلالة الملك على منحنا هذه الفرصة في انشاء حساب خاص للتحويلات الدولية.

س – هل من تفاصيل حول تحويلات مغاربة العالم لفائدة المتضررين من زلزال الحوز

ج – نحن كجامعة الكفاءات اتخذنا قرارا بالاجماع وطلبنا من جميع المنخرطين بالجامعة الذين يتجاوز عددهم أكثر من 34 الف عضو عبر العالم أن يحوّلوا واجبات الانخراط السنوي الى الرقم البنكي لزلزال الحوز، كما سنقوم بتحويل مجموعة من المساعدات والاحتياجات المهمة لفائدة المتضررين، وهنا أستحضر مدى وقوفي بنفسي على احتياجات الشباب والاطفال والرضع وكذا المسنين خلال زيارتي الاخيرة لكل من تارودانت وتاحناوت وبعض الاحياء في مراكش التي قضيت فيها يومين اثنين، وان شاء الله سنعمل على ايصال المساعدات التي هم في أمسّ الحاجة اليها، كما أن فوجا ثالثا من المساعدات سيحل بحر هذا الأسبوع بمنطقة الحوز تتعلق أساسا بمعدات طبية منها كراسي متحركة وأسِرّة طبية خاصة بالاطفال اضافة الى مجموعة من الحاجيات الضرورية الملحة لعدد من الدواوير المتضررة.

س – هل من اقتراحات أو إسهامات إضافية منكم على مستوى التدابير المتخذة لمواجهة الوضع الحالي للساكنة المتضررة

ج – جامعة الكفاءات تضم مهندسين وطبوغرافيين وعلماء واختصاصيين في اعادة البناء وسياسة المدينة، وهنا لابد أن نسجل جملة من الاقتراحات تقدمت بها جامعة الكفاءات التي أتشرف برئاستها؛ أولها تخصيص عدد من مراكز الاصطياف مآوٍ لفائدة الساكنة المتضررة التي فقدت منازلها كليا أو جزئيا وذلك بصفة مؤقتة، في مرحلة أولى إلى حين جهوزية مساكنهم الجديدة، وهنا أسجل بكل ارتياح ما تتوفر عليه المملكة من مراكز مؤثثة ومتطورة تابعة لعدد من الوزارات والادارات العمومية والخاصة، خصوصا ما بين مراكش واكادير.

وقد تستغرق فترة الإيواء سنة كاملة لدى مراكز الاصطياف لفائدة الساكنة المتضررة، وذلك لإخلاء مناطق الزلزال برمتها، وفسج المجال أمام إعادة تأهيلها عبر بناء الطرق، وهيكلة هذه المناطق بتقنيات جد خاصة في احترام للطبيعة الجيوفيزيائية وكذا المباني والتقاليد ونموذج البناء، مع الاستحضار بما لتلك المناطق من خصوصيات، انسجاما مع روح التعليمات الملكية التي أقرها جلالته في اجتماعه الاخير مع اللجنة الخاصة لزلزال الحوز.

وعلى مستوى المرحلة الثانية فإن التحدي المقبل سيكمن أمام إعادة تأهيل الطرق بمواصفات علمية ومتطورة، وكذا العمل على استرجاع حيوية المنطقة من خلال تشييد المدارس والمستشفيات ودور الشباب والثقافة ومراكز الدرك حسب ما توصلنا اليه في اجتماعاتنا مع الاعضاء المتخصصين في جامعة الكفاءات، وهنا اود أن اعرب عن استعدادنا في الإسهام متى طَلبَ منا الوطن ذلك، فنحن جنود مجندون وراء ملكنا الهمام سيدنا محمد السادس نصره الله وأيده؛ صحيح ان بلدنا يعج بأطر وكفاءات في اعادة الاعمار، ولكن ذلك لا يعني الإعراب عن استعدادنا أيضا لتقديم اضافات لبدلنا العزيز متى طُلب منا ذلك.

س – في سياق متصل بموضوع الفاجعة، فقد أثارت خرجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخصوص زلزال الحوز استنكارا وامتعاظا شديدين لدى مختلف الفعاليات السياسية والمدنية، كيف تقرؤون هذه الخرجة المثيرة للجدل

ج – إن الخرجة الاخيرة للرئيس ايمانويل ماكرون في مخاطبته الشعبَ المغربي مباشرة كانت غير محسوبة، وهذا ما يدخل في اطار كاريزما رئيس الدولة وكذا في سياق ما يمكن الاطلاق عليه بعبارة “فاقد الشيء لا يعطيه”، فقد يكون ماكرون ناجحا اقتصاديا او ماليا، وان كان ذلك بدوره غير متحقق لما يعيشه بلده من ازمة خانقة، كما أن فرنسا الان، كما هو معروف في عالم المال والاعمال تنتعش بما اشتغل عليه الرؤساء السابقون، ولحسن طالع فرنسا أن لها جهازا مكونا من مجموعة رجالات الدولة الفرنسيين الذين يسهرون على توازنها واستقرارها، أما لو تَرَك هذا البلد كل ما يتعلق بتسيير الدولة للرئيس ماكرون لكانت الكارثة اعظم، لذلك كانت خرجته غير محسوبة، أما نحن فشعب مغربي حرّ لنا قائد واحد ونثق فيه ونفديه بروحنا ودمنا، ودائما نبقى وراءه وهو صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

وإزاء محاولات ماكرون المتكررة واليائسة فنعتبر بأن هذا التصرف يكشف بأنه بات فاقدا اتجاه البوصلة ولم يعد ذا مصداقية.

كما لا ننسى أن العلاقات المغربية الفرنسية أكبر بكثير من الخرجات اللامسؤولة للرئيس ماكرون، ولأن الاخير سيجتاز فترته ويمضي إلى حاله، فإن “السيد” المغرب و”السيدة” فرنسا زخم من تاريخ عريق وعميق.

س – كلمة ختامية

ج – أولا أتقدم بالشكر الجزيل الممزوح بمشاعر الفخر والاعتزاز إلى أمير المؤمنين وأب الأمة ورئيس الدولة والقائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية صاحب الجلالة الملك سيدي محمد السادس نصره الله وايده، على توجيهاته السامية والسديدة منذ اللحظات الأولى لوقوع فاجعة الزلزال حيث ما فتئ جلالته يقدم تعليماته عن كثب ولحظة بلحظة، قبل أن يشكل جلالته لجنة خاصة لمواكبة آثار الزلزال ويترأس بنفسه اجتماعات العمل، كما قام جلالته أيضا بزيارة ميدانية وتفقدية للمصابين ميّزها تبرع جلالته بدمه وكذا مساهمته من ماله الخاص في الصندوق المتعلق بتديبر تداعيات الزلزال.

كما اتقدم بالشكر الجزيل إلى أفراد القوات المسلحة الملكية المغربية والدرك الملكي والمديرية العامة للأمن الوطني والوقاية المدنية والقوات المساعدة والطاقم الصحي على ما أبانوه من التطبيق الصارم للتعليمات الملكية السامية وعلى ما أظهروه من نكرات الذات والروح الانسانية النبيلة والوطنية الكبيرة دون أن ننسى الدور الكبير الذي تجشتمه جمعيات المجتمع المدني والمتطوعين والمساهمين والشعب المغربي قاطبة، فهذا هو المغرب الذي نعرفه، فهو يبقى دائما يقدم أروع المشاهد والرسائل للعالم برمته، فالمغرب ملكا وشعبا أعطى مثل اعلى يقتدى به في جميع المناسبات السارة منها والاليمة وكذا في الظروف العادية.

اترك رد