بقلم: عبدالعزيز ملوك
بكل أسف وبكل تأكيد، أن الرد المناسب الذي يجب أن ترد به المملكة المغربية على الخطوة المستفزة والعدائية التي أقدم عليهآ النظام العسكرى الحاكم في الجزائر هو طلب تفعيل مقتضيات المادة السادسة من ميثاق الجامعة العربية التي تنص على أنه:
“إذا وقع اعتداء من دولة على دولة من أعضاء الجامعة،أو خشي وقوعه فللدولة المعتدي عليها،أو المهددة بالاعتداء،أن تطلب دعوة المجلس للانعقاد فوراً” وهذا أضعف الإيمان.
صحيح، أن للدبلوماسية الرسمية للمملكة المغربية رجالاتها واجنداتها وأهدافها وأولوياتها وهذا أمر لا تتناطح فيه عنزتان، لكننا كقوى حية أو كمواطنين لا أحد يمنعنا من التفاعل مع ما يجري ويدور من أحداث ووقائع وعلى الخصوص عندمآ يتعلق الأمر بالوحدة الترابية للمملكة وثوابتها.
صحيح، أن الرد المناسب للحملات الإعلامية القذرة التي تشنها العصابة الحاكمة في الجزائر عبر اعلامها وعملاءها، ضد المملكة هو التجاهل وعدم الاهتمام، لكن إلى أين وإلى متى؟
فمذا لو دعت الديبلوماسية المغربية إلى انعقاد دورة استثنائية لمجلس جامعة الدول العربية للنظر في الاعتداءات التي تتعرض لها بلادنا من قبل النظام العسكري الجزائري، ما دامت هته الاعتداءات ثابتة ومًعلن عنها بشكل رسمي، وموثقة بالحجج والأدلة بالصوت والصورة.
نحن نعلم جيدآ أن المؤسسات الرسمية للمملكة والاعلام الرسمي، تنأى بنفسها عن معاملة الجزائر بمبدأ العين بالعين والسن بالسن والبادىء أظلم ،لكن الأنفاس الحرة من شرفاء هذا الوطن،عكس ذلك،وهم يشاهدون ما تتعرض يوميا بلادنا من اعتداءات من الإعلام الرسمي للنظام الجزائري، من استفزازات وتحركات وتحرشات تهدف بشكل واضح وصريح إلى النيل من استقرار المغرب ووحدته الترابية.
إن إقدام النظام الجزائري كمرحلة أولى على تنظيم تظاهرة أريد من خلالها الانتقام لإخفاقاته الدبلوماسية والثأر لفشله الذريع في إيقاف حركية الاعترافات الدولية المتوالية بمغربية الصحراء، وهي تظاهرة مثيرة للضحك، سماها النظام الجزائري “يوم الريف”،باستقدام مطلوبين للعدالة مغاربة من ببروكسل وهولندا،وتحرضيهم على تأسيس حركة انفصالية،في إطار عملية مس خطيرة بسيادة المغرب ووحدته الترابية يعتبر بحق عدوان ما بعده إلا عدوان صوت المدافع والآليات العسكرية كمرحلة موالية وثانية،أما المادة الثانية من ميثاق جامعتنا العربية فتقول أن الغرض من وجودها فهو : “توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها، وتنسيق خططها السياسية، تحقيقاً للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها، والنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها”.
ليبقى في الأخير أن ما أقدمت عليه العصابة الحاكمة في الجزائر باستضافتها وتمويلها وايواءها ودعمها لأشخاص لا يمثلون سوى أنفسهم.. وتحريضهم على قيادة حركة انفصالية ضد بلد جار، يعتبر مس خطير بالسيادة المغربية واعتداء شنيع على وحدتنا الترابية وإن مثل هذا الفعل المنافي لميثاق الجامعة العربية والقانون الدولي … ينبغي البت فيه داخل هذه الهيئة العربية، واتخاذ القرارات الكفيلة بزجره عن طريق القانون وتفعيل ميثاقها ،”ميثاق الجامعة العربية”، لأنه على ما يبدو،فإن أن عملية جر العصابة الحاكمة في الجزائر بلادنا إلى الحرب تكون قد وصلت إلى نهايتها ومنتهاها،كون كل المؤشرات تؤكد أن النظام الجزائري دخل مرحلة “الانهيار”… وما خفي كان أعظم.