إغتيال الديموقراطية في تجديد مكتب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع سوق السبت

بقلم: الحسن لهمك

يا من هو باز ف لقفاز
يا من هو فروج على الكندرة ونشر  جناحه
يا من هو تليس أعطى ظهرو لتغراز
عمرني ماريت لغزال تمشي بلمهماز
و فراخ الخيل عادو  سراحو
عمرني ماريت النخلة تعطي حب الغاز
بعد الثمر وتبلاحو
لم اجد افضل من هذه الكلمات الغوانية لأعبر عن فضيحة مذبحة ضحيتها الديمقراطية على أيدي من يصفون أنفسهم بالمناضلين التقدميين والتقدم بريئ منهم براءة الذئب من دم يوسف.
على أيدي متآمرين نصبوا أنفسهم بدون حق ولا استحقاق لإعتلاء مناصب هم غير أهل ولا مؤهلين لها ، عبر التضليل والمراوغة والخلط بين التنافس والصراع في تيه من الجهل والإنحطاط الثقافي والفكري بمفاهيم الحقوق والحريات والتوجه نحو حكم الغوغائية .
هذا مع اسفنا الكبير ما حدث أثناء تجديد مكتب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع سوق السبت اولاد النمة ، والذي أسفر عن تكوين هيئة يستحيي المرء من ذكرها أنه مكتب بطابع أسري وتوريثي وكأن أرحام نساء مدينتنا عجزت عن ولادة أبطال ورجال .
وكل هذا لا يضرنا كأفراد ، بقدر ما يضر بسمعة وقيمة الجمعية وما حققته من رصيد نضالي جد ثمين ،
واليوم تتحول إلى مرتع لأصحاب المصالح الشخصية و ادنابهم و بمباركة العرابة موفذة المكتب المركزي ورفيق دربها اللذان يطمحان الى القيادة مركزيا مرة أخرى تحت مسمى اعطيني نعطيك.
كل هذا كان بفضل عملية تلاقح خطيرة تميزت برغبة أشخاص مصلحيين في صنع المناضل على هواهم و مسؤول يؤطّر المجموعة بحسب مناهجه لتكوين مكتب هش ضعيف يسيره بالتحكم عن بعد .
إنه إجهاز على الديمقراطية في واضحة النهار ، وعن سبق إصرار وترصد بعملية قيصرية معقدة اغتالت كل المبادئ السامية التي تدعو لها الجمعية والتي دافع عنها مناضلون كرسوا حياتهم خدمة لحقوق الإنسان .
ناضلنا نضال الشرفاء الأوفياء لمبادئ الحق والقانون، لم يكن لنا منذ سنوات مصالح شخصية، فكل أهدافنا كانت تقوم على شعارات مركزية أهمها الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية والمساواة ومكافحة الفساد والإستبداد والبيروقراطية التي كنا ننتقدها لذا الأحزاب المخزنية، حيث اصبحنا نراها سيدة الموقف وبمباركة من يدعون الدفاع عن مبادئ الجمعية، وكنا نستبشر بأن يكون المشهد السياسي في المستقبل قائما على رقي تلك الشعارات، لكن الأمر إنقلب الى عكسه بسبب تغيب التنافس وتغليب مفهوم الصراع و التحايل ، ولعل الأحداث التي وقعت بتاريخ 20 مارس 2022 ، من إقصاء وتحايل وتدليس وتهريب الجمع العام ، تضرب السلم المجتمعي في صلبه وعمقه ،

فلا يمكن ان نصنع مجتمعا ديموقراطيا بأشخاص غير ديموقراطيين والثقة فيهم ، اكيد ستكون له نتائجه جد سلبية قد تسهم في تحول العلاقات بين الأفراد من علاقات إنسانية تحكمها قيم إنسانية ديموقراطية إلى علاقات تبنى على الإقصاء والتهميش والإنتهازية، وما الإقصاء إلا من شيم الضعفاء .
مفاصل الديمقراطية بمدينة سوق السبت إلتوت غصبا ووجهت إلى نهج معاكس لتوجهاتها ،ولربما هي تحتاج اليوم إلى ديموقراطية تنقذها.
إن العمل الفردي قد يحقق لأصحابه بعض الظهور، لكنه لن يحقق للبلد إنجازا حقيقيا ومستداما، وأن الإنجاز منوط بالعمل النضالي الجماعي، وفي غيابه سيصبح التنظيم هيكلا أجوفا، هيكل بلا روح ، فطوبى لمن لطخ يدياه بدم اغتيال الحق والديموقراطية وهدم هذا الصرح العظيم.

اما المناضلون الذين شيدوه ستظل أسمائهم خالدة والتاريخ يشهد لهم كما سيشهد على كل من قوضه وجعله معلمة متلاشية يعربد فيها المتسكعون.

اترك رد