أكد بلاغ صادر عن وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أن المناظرة الوطنية للذكاء الاصطناعي، التي نُظمت يومي 1 و2 يوليوز الجاري تحت الرعاية الملكية السامية بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بسلا، اختُتمت بصياغة مجموعة من التوصيات الاستراتيجية وتوقيع ثمان اتفاقيات محورية، تروم تمكين المغرب من التموقع كقطب إقليمي ودولي في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأبرز البلاغ أن التوصيات التي خَلُصت إليها الجلسات العامة والموائد المستديرة المنعقدة على هامش المناظرة، شددت على ضرورة وضع خارطة طريق وطنية تضمن الاستخدام المسؤول والشفاف للتقنيات الذكية، وتُراعي حماية الخصوصية وترسيخ الثقة الرقمية. كما دعت إلى الاستثمار في تطوير منصات بيانات وطنية مؤمنة، وتحفيز إنشاء مراكز بيانات تعتمد على الطاقات المتجددة، بالإضافة إلى تعزيز القدرات الوطنية في مجال الأمن السيبراني، وتوسيع استعمال الذكاء الاصطناعي لتحسين الخدمات العمومية في مجالات حيوية كالصحة والتعليم، خصوصًا في المناطق النائية، إلى جانب تسخير هذه التكنولوجيا لتحسين إدارة الموارد الطبيعية وضمان الأمن الطاقي والمائي.
وفي الجانب المؤسساتي، عرفت المناظرة توقيع ثمان اتفاقيات شراكة بين وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة وعدد من القطاعات والمؤسسات الوطنية والدولية. وشملت هذه الاتفاقيات التعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لتعزيز الرقمنة في قطاعات التعليم والثقافة والرياضة، واتفاق مع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة لدعم البنى التحتية الرقمية المستدامة، وأخرى مع مؤسسة القرض الفلاحي لتعزيز الإدماج الرقمي في الوسط القروي. كما تم توقيع اتفاقية مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بهدف مأسسة التكوين والبحث في هذا المجال، واتفاقية مع منظمة التعاون الرقمي بالمملكة العربية السعودية لدعم المقاولات الناشئة، والتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية في إطار مبادرة (D4SD) الخاصة بالشمول الرقمي والتنمية المستدامة.
كما تم توقيع اتفاق مع منظمة Current AI، التزامًا بمضامين ميثاق باريس حول الذكاء الاصطناعي الأخلاقي، وانتهى اليوم الثاني بتوقيع بروتوكول اتفاق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وولاية جهة الشرق وجهة الشرق وعمالة الناظور من أجل إحداث معهد الجزري بالناظور لتعزيز البحث والابتكار.
المناظرة، التي شارك فيها 130 متدخلًا من 35 دولة، وحضرها أزيد من 2000 شخص من مختلف القطاعات، شكلت كذلك مناسبة لعقد لقاءات ثنائية جمعت وزيرة الانتقال الرقمي بعدد من المسؤولين الدوليين، إلى جانب معرض خاص احتضن 30 مقاولة ناشئة قدمت حلولًا مبتكرة في مجالات اجتماعية واقتصادية متنوعة.
وأشار البلاغ إلى أن هذا الحدث شكل لحظة مفصلية في مسار التحول الرقمي بالمغرب، مجسّدًا إرادة المملكة في تطوير نموذج فعال وأخلاقي للذكاء الاصطناعي، مندمج في محيطه الإفريقي والدولي، ومستند إلى الكفاءات الوطنية والبنيات المتطورة والشراكات الاستراتيجية.