عبدالكبير بلفساحي
إن ظاهرة الانتحار بين الشباب عند فشلهم دراسياً هي قضية معقدة وحساسة تتطلب فهما دقيقا لمجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية التي تساهم في تفاقمها، لأن الانتحار عند هذه الفئة بسبب الفشل الدراسي هو تحد كبير يتطلب تعاونا بين الأفراد والمجتمعات والمؤسسات للتصدي له بفعالية، وذلك من خلال فهم الأسباب وتقديم الدعم المناسب ،مما يمكن من تقليل هذه الظاهرة المؤلمة ومساعدة الشباب على تجاوز التحديات النفسية التي يواجهونها ، كذلك لأنها
قضية تتطلب فهما شاملا للأسباب والعوامل المؤثرة.
ويمكن أن توضح هذه الظاهرة ببعض النقاط مثل الضغط العالي من الأهل والمؤسسات التعليمية والذي يمكن أن يؤدي إلى شعور هؤلا اليافعين بالفشل واليأس عند عدم تحقيق النجاح المتوقع، وكذلك عامل التوقعات العالية المنتظرة من المجتمع اتجاه الشباب لتحقيق نجاحات دراسية ومهنية قد تضعهم تحت ضغط نفسي كبير ، كل تلك الظغوطات دون وجود دعم نفسي كاف من الأهل أو الأصدقاء قد يجعل الشباب يشعرون بالعزلة والوحدة ، ولا ننسى المشكلات العائلية أو العلاقات الشخصية السيئة والتي قد تزيد من مشاعر الاكتئاب والقلق، لأن الاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى يمكن أن تزيد من خطر الانتحار عند الفشل الدراسي أو حين الإصطدام مع مشكل خلا ل فترة الإمتحانات كما وقع مؤخرا، زيادة على العزلة الاجتماعية، والتي تسبب فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية.
ومن الضروري التعامل مع الفشل الدراسي كجزء من تجربة الحياة وليس كنهاية الطريق. لأن الدعم والتفهم يمكن أن يساعدا الشباب في تجاوز هذه الأوقات الصعبة وتجنب الانزلاق إلى الأفكار الانتحارية. كما يجب على المجتمع بأكمله، بما في ذلك العائلة والمدرسة والمؤسسات الصحية، العمل مع التوفير بيئة آمنة وداعمة للشباب كزيادة الوعي بين الطلاب والأهل والمعلمين حول أهمية الصحة النفسية وكيفية التعامل مع الضغوط، وتوفير خدمات الاستشارة النفسية في المدارس والجامعات ،أيضا تشجيع بيئة تعليمية داعمة تقلل من الضغوط الأكاديمية غير الضرورية ،كذلك تعليم الشباب كيفية التعامل مع الفشل والنظر إليه كجزء من رحلة التعليم والمعرفة ، وتشجيع العلاقات الاجتماعية الصحية ودعم الشباب لبناء شبكات دعم قوية مع مراقبة العلامات التحذيرية والتدخل المبكر لتقديم المساعدة للذين يظهرون علامات الاكتئاب أو اليأس.