حقق المنتخب الوطني المغربي فوزًا ثمينًا على نظيره البحريني بهدف دون رد، في المباراة الودية التي جمعتهما مساء الخميس 9 أكتوبر 2025 على أرضية المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، ضمن استعدادات “أسود الأطلس” للاستحقاقات القارية المقبلة.
المباراة اتسمت بطابع تكتيكي مغلق فرضه المنتخب البحريني، الذي اعتمد على تكتل دفاعي صارم في الخلف وتنظيم محكم في وسط الميدان، مما صعّب مهمة الاختراق أمام الهجوم المغربي، خصوصًا خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي.
في الشوط الثاني، دفع الناخب الوطني وليد الركراكي بعناصر هجومية إضافية لتغيير الإيقاع، فدخل يوسف النصيري وأسامة ترغالين وحمزة إيكمان، ما منح المنتخب الوطني دينامية جديدة في الخط الأمامي. ومع توالي المحاولات، نجح المدافع جواد اليميق في فك شفرة المباراة في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع (90+4)، بعد تلقيه عرضية متقنة من الظهير الأيمن أشرف حكيمي، ليهدي “الأسود” فوزًا معنويًا ثمينًا ويؤكد نجاعة المجموعة حتى في أصعب السيناريوهات الدفاعية.
المنتخب المغربي خاض اللقاء بتشكيلة ضمت في بدايتها كلًا من:
ياسين بونو في حراسة المرمى، وفي الدفاع أشرف حكيمي، جواد اليميق، يوسف بلمعري، وآدم ماسينا، وفي الوسط بيلال الخنوس، نيل العيناوي، وإسماعيل صيباري، بينما قاد الهجوم كل من براهيم دياز، عبد الصمد الزلزولي، وأيوب الكعبي.
ورغم غياب عدد من الأسماء البارزة كـسفيان أمرابط، نايف أكرد، نصير مزراوي، وعز الدين أوناحي، فقد قدّم المنتخب أداءً منضبطًا ومنح الفرصة لوجوه جديدة أظهرت انسجامًا واضحًا مع فلسفة الركراكي القائمة على البناء الجماعي والمرونة التكتيكية.

وفي تصريح بعد المباراة، أكد الناخب الوطني وليد الركراكي أن المواجهة “كانت مفيدة جدًا من الناحية التكتيكية، لأنها كشفت صعوبة اللعب أمام منتخبات تعتمد على الإغلاق الدفاعي والارتداد السريع”، مضيفًا أن “مثل هذه اللقاءات تتيح لنا تطوير حلول هجومية متنوعة استعدادًا لتحديات أكبر في تصفيات كأس العالم وكأس إفريقيا”.
بهذا الفوز، واصل المنتخب المغربي سلسلة انتصاراته المتتالية ليبلغ الرقم القياسي العالمي المسجل باسم ألمانيا وإسبانيا (16 انتصارًا متتاليًا)، وهو إنجاز غير مسبوق على الصعيد العربي والإفريقي، يعكس استقرار المشروع الكروي الوطني وثبات اختياراته الفنية منذ مونديال قطر 2022.
المواجهة مع البحرين منحت “الأسود” درسًا تكتيكيًا قيّمًا في كيفية التعامل مع المنتخبات التي تركز على الإغلاق الدفاعي، وفي الوقت نفسه أبرزت نضجًا متزايدًا في طريقة تدبير المباريات الصعبة والحفاظ على روح الانتصار حتى اللحظة الأخيرة.
وبهذا الأداء، يواصل المنتخب المغربي ترسيخ مكانته بين أقوى المنتخبات في العالم، مؤكدًا أن مرحلة التألق التي بدأها قبل عامين ليست ظرفية، بل مشروع مستدام يقوم على الانضباط، والاحتراف، وتوحيد الرؤية بين اللاعبين والجهاز الفني.