الحاجة إلى جماعة تُنتج الثروة!

بقلم: سعيد عاتيق

في ظل التحولات العميقة التي يشهدها المغرب على مستوى النموذج التنموي الجديد ومرحلة الجهوية المتقدمة تبرز ضرورة ملحة لإعادة النظر في وظيفة الجماعات الترابية التي لا تزال في غالبيتها حبيسة أساليب تقليدية في التسيير والتمويل قائمة أساسًا على منطق الاستهلاك وانتظار الدعم المركزي بدل المبادرة والخلق والإبداع.

إذ تعتمد معظم جماعاتنا على التحويلات المالية من الدولة خاصة من مداخيل الضريبة على القيمة المضافة .
هذا الوضع يكرس تبعية مالية تضعف قدرة الجماعات على اتخاذ قرارات استراتيجية وتشل قدراتها على استشراف المستقبل في الإستثمار وخلق الثروة .

فالتمويل الجبائي المحلي ورغم أهميته يبقى غير كافٍ،
كما أن التركيز المفرط عليه يعمق الفجوة بين الجماعة والمواطن والسبب محدودية الجبايات في تحسين الخدمات والمتطلبات التي صارت كثيرة ومتسارعة وضرورية سواء للمواطن أو لمجاله.

لقد آن الأوان للانتقال من عقلية le consommateur إلى عقلية Acteur économique
من جماعة تنتظر الغيث من المركز إلى جماعة تصنع فرصها في جذب الاستثمارات والمساهمة الفعلية في العملية الإقتصادية.

إن مغرب اليوم يتطلب بل يحتم على مؤسسات المركز أن تدفع بالجماعات الترابية نحو ثورة ذهنية حقيقية قوامها الابتكار وروح المقاولة.
فالجماعة اليوم ليست فقط وحدة إدارية بل ينبغي أن تتحول إلى فاعل اقتصادي متكامل وحقيقي يتمتع برؤية تنموية واضحة ومشاريع استثمارية …
الجماعة التي نحتاجها اليوم ليست جماعة تنتظر أن تُملى عليها المشاريع ولا تلك التي تكتفي بجمع الضرائب وإنفاقها، بل جماعة فاعلة مبادرة مبتكرة تُنتج الثروة وتشارك في التنمية.
جماعة بعقلية رائد أعمال لا موظف إداري.

لقد آن الأوان لنقول ؛
باااي باااي العقلية الجبائية ….
و مرحبا بعقلية الإستثمار……..

اترك رد