الدرس التاريخي لأم الاحتفاليات في افتتاح الموندياليتو

بقلم: عبدالمجيد فنيش

ستظل لحظة احتفالية افتتاح كأس العالم لكرة القدم للاندية، في طنجة عروس شمال المملكة المغربية، درسا تاريخيا في استثمار التكنولوجيا السمعية البصرية، في إنجاز وتقديم أبهى صورة من ألوان الهوية الثقافية الفنية المتأصلة في عمق أمة تاريخها ممتد في الزمن إلى عشرات القرون، ومتجذر في تراب الامتداد المغربي بخصوصيات جهوية .

وإنه ليكفي هاته الاحتفالية أنها زاوجت بين معاني “الرحلة في التاريخ”، وبين رمز الرحلة في الثقافة الإنسانية، الرحالة المؤرخ “ابن بطوطة” الطنجي المغربي.

كما أنه يكفي هاته اللحظة -التي جمعت بين المعرفة، وبين الفرجة الماتعة – أنها خلقت التناغم الراقي بين الإحتفاء بابن بطوطة ، و بين رمز إنساني في كرة القدم ، إسمه “بيلي”، بدون أدنى تكلف أو تصنع.

و حتما فإنه يكفي عرس الإحتفال هذا ،أنه تم في رحاب طنجة التي أراد لها بديع السماوات والأرض، أن تتبوأ من الأرض موقعا كان وسيبقى شاهدا على لقاء والتقاء وتلاقح أكبر وأعرق و أعظم الثقافات الإنسانية.

ويكفي هذا المنجز المغربي الباذخ، أن لا عيب شابه او أصابه، من عيوب “الخروج عن السطر”، كلزوم ما لا ينبغي لزومه، او كاإقحام أي خطاب من أي مجال ومضمون، وخاصة من قواميس خطاب الفتنة، و خطاب التفريق بين الناس، بدل تقوية أواصر التواد و التعارف( ….. شعوبا وقبائل لتعارفوا ……).

إنه درس من أمة كاملة مؤمنة بأن تاريخها الوارفة ظلاله، ماهو إلا زاد الطريق، لتثبيت الألباب و القلوب على طول المسير نحو مستقبل تتعايش فيه -في تناسق- خصوصيات الهوية، وخصوصيات التحديث والتنمية.

لقد استمتعنا كمغاربة، وأمتعنا معنا العالم بمشاهد وأصوات، استطاع مبدعوها تضمينها الكثير الكثير، لكن في أوجز وأقل وأقصر مدة زمنية.

إنه فن “ماقل ودل”، و هو أصعب الفنون، وإنه علم “السهل الممتنع”، وهو بحر لجي لا يمخر عبابه إلا من انتمى الى عالم اسمه” النبوغ المغربي”، هذا النبوغ الذي جمع بعض تجلياته العالم العلامة الفقيه الأديب، سيدي “عبدالله كنون”، الذي اشتد عوده، وعلت مراتبه في طنجة-نعم-، طنجة التي شدت بكل انبهار أنظار الشغوفين باحتفالية الاحتفاليات في رحاب مجمع البحرين.

شكرا وامتنانا لكل من صنع انسياب الحسن والجمال و الحكمة في هاته اللحظة، وأما الذين في قلوبهم مرض، فقد وعدهم تعالى بان يزيدهم مرضا على مرض.

ولتتواصل لحظات الرقي باللمسة المغربية.
سيييييير، سييييير، ……

اترك رد