الرباط.. افتتاح معرض “سلا، الكنوز الخفية لمدينة مغربية عتيقة”

افتتح متحف بنك المغرب، اليوم الخميس بالرباط، فعاليات معرضه الجديد “سلا، الكنوز الخفية لمدينة مغربية عتيقة”، والذي يقام خلال الفترة الممتدة من 17 أكتوبر الجاري إلى 30 أبريل المقبل.

ويقدم هذا المعرض، الذي تميز حفل افتتاحه بحضور، على الخصوص، كل من والي بنك المغرب، عبداللطيف الجواهري، ووزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، للزوار فرصة الغوص في التاريخ العريق لمدينة “سلا” القديمة، وهي موقع أثري بارز وشاهد على الغنى الثقافي المميز للمغرب.

كما يتوخى المعرض الكشف عن الدور المحوري لـ”سلا” (شالة) في التاريخ المغرب القديم وإبراز أهمية التراث الأثري الوطني والتأكيد على الروابط التاريخية العميقة بين المغرب والحضارات الكبرى في حوض البحر الأبيض المتوسط.

وبعد سبر أغوار كل من مدينة أغمات وسجلماسة، تتجه الأنظار اليوم صوب “سلا” باعتبارها موقعا أثريا ذا أهمية كبرى في التاريخ والتراث المغربيين، حيث يدعو المعرض الزوار لاكتشاف الكنوز الخفية لهذه الجوهرة العتيقة.

وبهذه المناسبة، أبرز مدير متاحف بنك المغرب، رشدي البرنوصي، أنه في إطار الأنشطة السنوية التي يقوم بها متحف بنك المغرب “ارتأينا هذه السنة إقامة معرض مؤقت حول مدينة سلا” الموقع الأثري الذي يكتسي أهمية في التاريخ والتراث المغربيين، موضحا أن هذا المعرض يندرج ضمن مجموعة من المعارض التي تهتم بالمدن القديمة في المغرب.

وأضاف السيد البرنوصي، في تصريح للصحافة، أن المدينة القديمة لـ”سلا”، تشكل حلقة وصل مهمة لفهم التاريخ القديم للمغرب لأنها عرفت مجموعة من الحضارات منها الفينيقية والرومانية والإسلامية.

وأكد أن الآثار التي تم العثور عليها في هذه المناطق ”تمكننا من فهم التطورات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها لهذه المناطق والمغرب بصفة عامة”، لافتا إلى أن المعرض يحاول تبيان دور النقود كأهم رافد من روافد فهم تاريخ اقتصاد هذه المناطق.

ودعا العموم إلى زيارة هذا المعرض الذي يخول التعريف بفترة مهمة من تاريخ المغرب، خصوصا أن مدينة “سلا” مازالت غنية بالبقايا الأثرية ولم تكشف بعد عن باقي أسرارها، معتبرا أنها تشكل محور أساسي في فهم التاريخ القديم للمغرب.

من جهتها، أوضحت المكلفة بدراسة المسكوكات بمتحف بنك المغرب، اسمهان بوكتاب، أن المعرض يندرج في إطار النهج العلمي لمتحف بنك المغرب الرامي إلى الكشف عن الأوجه المتعددة للمدن المغربية.

وأبرزت السيدة بوكتاب، في تصريح مماثل، أن المعرض يقدم ”قراءة جديدة لمختلف النقود أو المسكوكات (…) التي تم تداولها بالسوق النقدية لمدينة “سلا””، معززة بمجموعة من اللقى الأثرية التي ستعرض لأول مرة.

يشار إلى أن المعرض يقدم مجموعة فريدة ومختارة من القطع النقدية واللقى الأثرية، مما يتيح فرصة التعرف على الفترات الرئيسية من تاريخ “سلا”. وينتظم مسار المعرض عبر قسمين مخصصين للفترتين المورية والمورية – الرومانية، حيث تقدم السينوغرافيا المصاحبة سردا شيقا لتاريخ سلا منذ أصولها الفينيقية المحتملة وحتى بلوغها أوج ازدهارها تحت ظل المملكة الموريطانية والإمبراطورية الرومانية.

اترك رد