في الوقت الذي يستعد فيه المنتخب المغربي للشباب لخوض نهائي كأس العالم تحت 20 سنة أمام الأرجنتين، مساء الأحد بملعب “ناسيونال” في سانتياغو، تعيش الأرجنتين على إيقاع الشك والتردد، بعدما تراجع رئيسها خافيير ميلي عن حضور المباراة، رغم تأكيده المسبق للاتحاد الدولي لكرة القدم والسلطات الشيلية أنه سيكون في المنصة الرسمية.
موقع “دوبلي أماريا” الأرجنتيني كشف أن الرئيس ميلي قرر إلغاء رحلته إلى الشيلي بعد اجتماع طارئ مع طاقمه، بسبب ما سماه بـ“الاعتبارات السياسية” وردود الفعل المنتقدة التي رافقت إعلان حضوره، خاصة في ظل توتر علاقته مع الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، واقتراب الانتخابات المقررة يوم 26 أكتوبر الجاري.
وأشار الموقع إلى أن مكتب الرئيس أنهى جميع الترتيبات الأمنية والبروتوكولية مع الفيفا، قبل أن يتراجع في اللحظة الأخيرة، بعد تقديرات رجّحت أن حضوره قد يثير انقسامات داخلية أو يُستغل سياسيًا، ما اعتبره مراقبون “دليلًا على تراجع الثقة واهتزاز اليقين في بوينس آيرس”.
وفي مقابل هذا الارتباك الأرجنتيني، يظهر المنتخب المغربي واثق الخطى نحو إنجاز تاريخي جديد، مؤمنًا بقدرته على تحقيق اللقب العالمي، بعد المسار الباهر الذي بصم عليه في البطولة.
العبارة الشهيرة التي أطلقها المعلّق العربي خليل البلوشي خلال مباراة المغرب والبرتغال في ربع نهائي كأس العالم الأخيرة بقطر – حين قال: “أرى الشك في لشبونة وأرى اليقين في الرباط” – تُستعاد اليوم بنفس القوة، ولكن في سياقٍ مغاير:

فاليوم، الشك في بوينس آيرس، واليقين في الرباط.
يقين مغربي يترجم إلى عزيمة وإيمان بقدرات جيلٍ جديد لا يخشى الأسماء الكبيرة ولا الألقاب القديمة، ويدخل النهائي بثقة المنتصر، لا بعقلية المتردد.
في المقابل، تكشف حسابات السياسة في الأرجنتين أن ارتباك القيادات لا يترك أثره في القصر الرئاسي فقط، بل ينعكس على صورة المنتخب الذي وجد نفسه فجأة بلا دعم رمزي من أعلى سلطة في البلاد، في لحظة يُفترض أن تكون عنوان وحدة وطنية.
وما بين شكٍّ أرجنتينيٍّ في الحضور، ويقينٍ مغربيٍّ في الفوز، تتجه أنظار العالم إلى سانتياغو، حيث يبحث “أشبال الأطلس” عن كتابة فصل جديد من ملحمة كرة القدم المغربية التي أصبحت عنوانًا للثقة والصلابة والعزيمة.