تتواصل الإستعدادات بجميع عمالات وأقاليم المملكة، للحدث الكبير الذي سوف تحتضنه، ويتعلق الأمر بالنسخة 18 من تخليد 18 ماي، ذكرى انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحت شعار “الحصيلة ومكاسب المرحلة الثالثة”.
فالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ إعطاء انطلاقتها في 18 ماي 2005 من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، قطعت مجموعة من المراحل. غير أنه، وبدخولها المرحلة الثالثة، جددت بشكل عميق رؤيتها من خلال التركيز بالأساس على تثمين الرأسمال البشري ومؤهلات الأجيال الصاعدة في بلادنا.
كما أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعد، اليوم، في كثير من النواحي، تجربة فريدة في مجال التنمية الإجتماعية والبشرية، سواء على المستويين الوطني أو الدولي، وذلك بالنظر لكونها ورشا ملكيا يحظى بالعناية السامية لجلالة الملك نصره الله، وبالنظر أيضا إلى أن الطموحات التي تسعى إلى تحقيقها توجد في مستوى هذه الثقة الجليلة.
وهي أيضا قصة الملايين من المواطنين الذين استفادوا منها على مدى كل هذه السنوات، فسواء على مستوى محاربة الهشاشة والإقصاء، أو تحسين الولوج للخدمات الصحية والتعليم، والتشغيل…، وتعتبر في الوقت نفسه حاضرة ومرنة، وأكثر تفاعلا من أجل مساعدة الساكنة المستهدفة.
وعموما، وبفضل تجربتها الميدانية الطويلة، نجحت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في أن تتموقع كقطب جامع غير مسبوق، باعتبارها ملتقى للسياسات العمومية، ولمبادرات المجتمع المدني ودعم الشركاء في مجال التنمية.
ولهذا ستروم هذه اللقاءات إلى تقييم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة من خلال الوقوف عند المكاسب التي تحققت وكذا النظر في المنهجية والمقاربات التي تم اعتمادها لتفعيل البرامج والمشاريع المسطرة بهدف تجويد مضامينها، علاوة على الوقوف على قضايا الفقر والهشاشة والإقصاء، والإهتمام بالرأسمال البشري الذي يشكل محور كل تنمية.
كما سيشكل هذا اليوم التواصلي على صعيد العمالات والأقاليم، فرصة لإثراء النقاش مع مختلف الفاعلين بشكل سيمكن من مراجعة وترسيخ المبادئ التأسيسية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من حيث الرؤية والأهداف والحكامة.
وعرض حصيلة برامجها، وتسليط الضوء على مكاسبها في مرحلتها الثالثة، ومناقشة آليات تحسينها.
وللإشارة فإن المرحلة الثالثة التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك نصره الله وأيده، في شتنبر 2018، وضعت الرأسمال البشري في صلب اهتماماتها، كرافعة أساسية لتنمية بشرية شاملة تمكن من تكافؤ الفرص لجميع المواطنين وتفعل سياسة القرب وثقافة التواصل المستمر مع المعنيين بتنفيذ برامجها.