المجلس العلمي للداخلة وماستر العلوم الشرعية ينظمان ندوة حول: الثوابت الدينية والوطنية
احتفاءً بالذكرى 49 للمسيرة الخضراء المظفرة والذكرى 49 لعيد الاستقلال المجيد، نظم المجلس العلمي الجهوي لجهة الداخلة وادي الذهب، وماستر العلوم الشرعية والبناء الحضاري بالرباط، بالتعاون مع المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الداخلة وادي الذهب، وجمعية حيبلتي للتراث والتاريخ، ندوة علمية بعنوان: “الثوابت الدينية والوطنية ركيزة التنمية المستدامة وتعزيز الانتماء الوطني“، وذلك يوم السبت 23 نونبر الجاري، برحاب المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالداخلة.
افتتحت الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وأداء النشيد الوطني، أعقب ذلك كلمات افتتاحية ركزت على أهمية الموضوع.
- كلمة رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الداخلة وادي الذهبالسيد محمد سالم الجيلاني الذيأكد على الدور المحوري للثوابت الدينية والوطنية في حماية الوحدة الوطنية، مشيرًا إلى أن التشبث بالقيم الإسلامية السمحة والإخلاص للوطن يشكلان درعًا منيعًا ضد التحديات.
- كلمة السيد المنسق البيداغوجي لماستر العلوم الشرعية والبناء الحضاري فضيلة الدكتور عبد الرزاق الجاي،تناول العلاقة بين البناء العلمي والتربوي وبين تعميق قيم الانتماء، مشيرًا إلى أن العلم والوعي ركيزتان أساسيتان لتعزيز التنمية.مؤكدا على دور الثوابت الدينية والوطنية في تعزيز هوية المغرب واستقراره.
- كلمة مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين،الأستاذ محمد أبيط،ركزت على دور التربية والتكوين في غرس قيم المواطنة وتنمية الشعور الوطني لدى الأجيال الصاعدة.
- كلمة رئيس جمعية حيبلتي للتراث والتاريخ الشيخ تقي الله حيبلتي،سلطت الضوء على أهمية التراث التاريخي في تعزيز الهوية الوطنية، مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على الذاكرة الجماعية للأمة.
الجلسة العلمية للندوة، تضمنت المداخلات العلمية الآتية:
1 .الثوابت الدينية: رؤية متكاملة لتحقيق التنمية والاستقرار – الدكتور عبد الرزاق الجاي
حيث تفضل فضيلة العلامة الدكتور عبد الرزاق الجاي تحليلًا شاملًا حول دور الثوابت الدينيةوالوطنية في بناء مجتمع مستقر ومتوازن. ومن أبرز النقاط التي تناولها:
الثوابت الدينية والوطنية: أسس الاستقرار والتنمية، حيث أكدت المداخلة على محورية الثوابت الدينية، المتمثلة في العقيدة الأشعرية كرمز للوسطية والاعتدال، والمذهب المالكي كمرجعية توحد المغاربة في ممارساتهم، إلى جانب التصوف السني على الطريقة الجنيدية لتعزيز الأخلاق والتزكية. كما تناولت الثوابت الوطنية، حيث أبرزت دور إمارة المؤمنين كضامن للوحدة الدينية والوطنية، وأهمية الوحدة الترابية في حماية السيادة الوطنية، مع التأكيد على مكانة الصحراء المغربية.
واختُتمت المداخلة بالإشارة إلى التكامل بين هذه الثوابت في ترسيخ الهوية الوطنية، وتعزيز قيم المواطنة المسؤولة والتنمية المستدامة، عبر مقاربة شاملة تجمع بين الإيمان والعمل لخدمة المجتمع.
2 .قيم الولاء والانتماء بين الواجب الديني والمسؤولية الوطنية – الشيخ تقي الله حيبلتي
سلط الشيخ تقي الله حيبلتي الضوء على قيم الولاء والانتماء، موضحًا تكامل الولاء الديني والوطني في تشكيل الهوية الفردية والجماعية. وأكد على أهمية تعليم الأجيال الصاعدة مفهوم المسؤولية الوطنية في ضوء الواجبات الدينية، مثل الأمانة والعمل للصالح العام. كما استعرض نماذج عملية لأفراد جسدوا هذا التكامل في حياتهم، مما يعكس دور القيم الدينية في تعزيز الوطنية وخدمة المجتمع.
3 .قيم المواطنة في خدمة التنمية المستدامة وتخليق الحياة العامة – الأستاذ لعبيدي بلقاضي
ركز الأستاذ لعبيدي بلقاضي في مداخلته على العلاقة المتبادلة بين قيم المواطنة والتنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن المواطنة هي ممارسة عملية تعزز التنمية من خلال احترام القانون والعمل بإخلاص. كما شدد على أهمية قيم النزاهة والشفافية في الحياة العامة، والتي تساهم في خلق بيئة مواتية لتحقيق التنمية المستدامة. وفي ختام مداخلته، دعا إلى تعزيز المواطنة النشطة من خلال الانخراط في العمل التطوعي والمبادرات المجتمعية.
- التكوين المعرفي والمهاري للشباب ودوره في تحقيق التنمية المستدامة لأقاليمنا الصحراويةـ الأستاذ رشيد حنكوس
ركز الأستاذ رشيد حنكوس في مداخلته على دور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة بالأقاليم الجنوبية، مشيرًا إلى أهمية توفير تكوينات مهنية وعلمية متخصصة لتلبية احتياجات سوق العمل. وأكد على ضرورة الاستثمار في الشباب كطاقة قادرة على الابتكار والإبداع، مما يسهم في دفع عجلة التنمية. كما دعا إلى إطلاق برامج تمكين تستهدف الشباب الصحراوي، لتحفيزهم على المشاركة الفعالة في تطوير المنطقة.
5 .قيم التنمية المستدامة في إطار الثوابت الدينية والوطنية: نحو مجتمع متوازن ومزدهر ـ الأستاذ حسن الطويل
استعرض الأستاذ حسن الطويل في مداخلته أبعاد التنمية المستدامة من منظور الثوابت الوطنية والدينية، مؤكدًا على أهمية التوازن بين التنمية المادية والقيم الروحية لبناء مجتمع متكامل. وأوضح ضرورة اعتماد مقاربات شمولية تأخذ بعين الاعتبار الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في المشاريع التنموية. كما قدم تطبيقات لقيم التنمية المستدامة (قيمة المسؤولية، قيمة الوحدة الوطنية، قيمة التضامن، قيمة الإعمار) على مشاريع تنموية بالأقاليم الصحراوية برؤية ملكية حكيمة وثاقبة،تتطلع لنهضة تنموية شاملة بالصحراء المغربية.
6 .الثوابت الدينية والوطنية والوحدة الوطنية – الأستاذ عبد الله العباسي
اختتم الأستاذ عبد الله العباسي الجلسة بالتأكيد على أهمية الثوابت الدينية والوطنية في تعزيز الوحدة الوطنية، مشيرًا إلى الدور التاريخي لهذه الثوابت في مواجهة التحديات التي تهدد الأمة. كما شدد على ضرورة غرس قيم الوحدة في الأجيال القادمة لتعزيز التماسك الوطني، ودعا إلى اعتماد خطاب ديني معتدل يواكب تطلعات المجتمع ويحافظ على وحدته.
الجلسة الختامية
تضمنت الجلسة الختامية كلمات شكر وتقدير من الهيئات المنظمة والمشاركين، تلتها تلاوة التوصيات التي شملت:
- تنمية الوعي بقيم التنمية المستدامة كواجب ديني ووطني.
2 . تعزيز مفهوم “الاستخلاف في الأرض” كمسؤولية للحفاظ على الموارد للأجيال القادمة.
- الدعوة إلى تعاون المؤسسات الحكومية والمدنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق رؤية وطنية شاملة.
- تشجيع الأفراد على العمل التطوعي والمبادرات المجتمعية لدعم المشاريع البيئية والاجتماعية
5 . التركيز على التربية والتكوين في إدماج قيم التنمية المستدامة ضمن المناهج التعليمية بمايربطها بالدين والهوية الوطنية.
6 . تنظيم برامج تدريبية للشباب حول كيفية المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.
- تشجيع السياسات التي تحمي البيئة مثل تقليل التلوث وإعادة التدوير، مع التركيز على الاستدامة كجزء من الثوابت الوطنية.
8 . تعزيز الهوية الوطنية عبر إبراز القيم الوطنية مثل الإخلاص، الوحدة، وحب الوطن كركائز لتحقيق التنمية المستدامة.
كما أوصت التوصيات بتنظيم ندوات مماثلة لترسيخ قيم الوحدة والاستقرار في المجتمع.
اختُتم هذا اللقاء العلمي المميز، والذي حظي بتفاعل كبير من الحضور، خاصة الطلبة الأساتذة الذين أكدوا على أهمية هذه اللقاءات العلمية في بناء وعي مجتمعي يعزز الوحدة الوطنية والتنمية المستدامة.
بتوزيع الشهادات التقديرية على المشاركين، ثم تلاوة برقية ولاء وإخلاص موجهة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والدعاء معه بالنصر والتمكين ودوام الصحة والعافية.