الملك محمد السادس يعلن 31 أكتوبر عيدا وطنيا تحت اسم “عيد الوحدة”.. ترسيخ لقيم التلاحم والإعتزاز بالإنتماء الوطني

بقلم: عمر المصادي

بين الصورة البارزة والعنوان

في خطوة تحمل دلالات رمزية وسياسية عميقة، أصدر صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، قرارا ملكيا يقضي بجعل 31 أكتوبر من كل سنة عيدا وطنيا رسميا تحت اسم “عيد الوحدة”، في مبادرة تؤكد التزام المملكة الدائم بقيم التلاحم الوطني، وتعكس الرؤية الملكية الراسخة في ترسيخ الوحدة الترابية للمغرب كأولوية استراتيجية وثابت من ثوابت الأمة.
يأتي هذا القرار في سياق وطني ودولي متميز، أعقب صدور قرار مجلس الأمن الدولي الذي جدد دعمه للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، باعتبارها الإطار الواقعي والعملي لتسوية قضية الصحراء المغربية.
ومن خلال اعتماد هذا اليوم الوطني الجديد، يكرس جلالته مكانة الوحدة الوطنية كركيزة أساسية لبناء مغرب متماسك، قوي بمؤسساته، ومعتز بتاريخه وهويته الجامعة.
ويحمل “عيد الوحدة” أبعادا متعددة، تتجاوز البعد السياسي لتشمل البعد الرمزي والتربوي، إذ يشكل محطة سنوية لاستحضار التضحيات الجسام التي قدمها المغاربة دفاعا عن وحدة الوطن، وفرصة لترسيخ ثقافة المواطنة الصادقة في نفوس الأجيال الصاعدة.
كما يعد مناسبة للإحتفال بالمسار التنموي الكبير الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك حفظه الله، والذي جعل من هذه المناطق نموذجا في الإندماج الوطني والتنمية المتوازنة.
إن هذا القرار الملكي يعزز صورة المغرب كدولة مؤسسات تنبني على الإجماع الوطني، ويعيد التأكيد على أن الوحدة الترابية ليست فقط قضية سياسية أو دبلوماسية، بل قضية وجودية تعكس هوية الأمة المغربية ووحدتها التاريخية.
إن إقرار “عيد الوحدة” يضيف لبنة جديدة إلى منظومة الأعياد الوطنية التي تخلد مسيرة المغرب في بناء دولته الحديثة، ويجسد إرادة ملكية سامية في صون الذاكرة الوطنية وتعزيز الوعي الجماعي بقيمة الوحدة كضمانة للإستقرار والتنمية.
وبذلك، يصبح يوم 31 أكتوبر موعدا سنويا يحتفي فيه المغاربة جميعا، من طنجة إلى الكويرة، بروح الإنتماء والوفاء للوطن، وبالعهد المتجدد بين العرش والشعب على مواصلة مسيرة البناء والوحدة.
وفي الختام، نرفع بكل فخر واعتزاز أسمى آيات الوفاء والإخلاص والولاء إلى السدة العالية بالله، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، مجددين العهد على مواصلة السير على نهجه القويم، في سبيل خدمة الوطن وصون وحدته وتعزيز مسيرته التنموية الرائدة، تحت شعارنا الخالد:
الله، الوطن، الملك.

اترك رد