الموقف الاسباني تجاه الصحراء المغربية يهزّ كابرانات الجزائر

بالواضح - محمد الضاوي/ مدريد

شكلت الرسالة التي وجهها الرئيس الإسباني إلى العاهل المغربي، منعطفا تاريخيا في موقف الجارة الإيبيرية بخصوص قضية الصحراء المغربية، فبقدر ما خلف اعتراف مضمون الرسالة ـ بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية ـ ارتياحا كبيرا من الجانب المغربي ، بقدر ماكان صدمة قوية مفاجئة، هزت أركان كابرانات الجارة الشرقية، التي تلقت صفعة من يد لطالما اعتبرتها حليفة لها في خطة تقرير المصير الملغوم بخلق كيان جزائري على الأراضي المغربية.
لم تستسغ الجزائر مضمون بلاغ الديوان الملكي، أمس الجمعة، واعتبرته مجرد بلاغ عار من الصحة، لأن حليفتها في قبضة “غاز سوناتراك” ، ولن تستطيع إسبانيا الإفلات من هذه القبضة في عز أزمة الطاقة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن، ومع صدور تأكيد رسمي من قصر “مونكلوا” لمضمون البلاغ المغربي، وجدت الجزائر نفسها مثقلة بكيان المخيمات لوحدها، بعدما أنفقت الملايير على وهم الجمهورية المزعومة، واعتبرت القرار الإسباني خيانة للصحراويين.
كان رد الجزائر اليوم على الدعم الذي قدمه الرئيس بيدرو سانشيز للمغرب بسحب سفيرها لدى إسبانيا سعيد موسي، وبررت قرارها من خلال بيان صادر عن وزارة خارجيتها: “فوجئت السلطات الجزائرية بهذا التغيير المفاجئ في موقف السلطة الإدارية السابقة للصحراء الغربية ، وقررت استدعاء سفيرها في مدريد للتشاور على الفور”.
ومما زاد غضب الجزائر، وفق أحد الديبلوماسيين “لم يبلغنا ألباريس (وزير الخارجية الإسباني) في أي وقت من الأوقات أن الرئيس أرسل تلك الرسالة إلى ملك المغرب” التي تعرب عن دعم مدريد لخطة الحكم الذاتي التي اقترحتها الرباط، وأضاف “اعتقدنا ان حسن النية والشفافية يحكم علاقاتنا”.
لم يبق أمام الكابرانات سوى خلق هذه الجمهورية الوهمية بالتنازل لها على جزء من الخارطة الجزائرية، أو تغليف سكان المخيمات بالجنسية الجزائرية.

اترك رد