عاشت مخيمات تندوف ليلة السبت – الأحد على وقع انفلات أمني خطير بعد تسجيل سلسلة هجمات مسلحة شملت دائرة تشلة بما يسمى مخيم أوسرد، حيث شهدت المنطقة عمليات إطلاق نار ونهب بالقوة وسط غياب تام لميليشيات البوليساريو، وفق ما كشفه منتدى فورساتين.
وأكدت المصادر أن مجموعة كبيرة من الملثمين المدججين بالأسلحة ويستقلون سيارات رباعية الدفع هاجموا مخازن للمؤن وسط الدائرة، مطلقين النار لترويع المدنيين بعد أن حاول بعضهم التصدي لهم. وذكرت الشهادات أن الهجوم خلف حالة من الرعب والفوضى، فيما ارتفعت أصوات النساء بالصراخ وسط استغاثة السكان، قبل أن يتوجه المسلحون لاحقاً لاقتحام خيمة تعود لعائلة صحراوية معروفة يُدعى ربّها حمادي ولد أحمد، حيث تم السطو على أموال وأغراض ثمينة تحت التهديد بالسلاح.

وتأتي هذه التطورات بعد يومين فقط من قرار مجلس الأمن رقم 2797، الذي اعتمد المقترح المغربي للحكم الذاتي كإطار وحيد وواقعي لتسوية النزاع حول الأقاليم الجنوبية، وهو القرار الذي شكل ضربة قوية لقيادة البوليساريو التي حاولت التعتيم على فشله عبر فرض حظر التجول ومنع مظاهر الاحتفال داخل المخيمات. ويعتبر مراقبون أن الانفلات الأمني المسجل يعكس حالة الغضب والارتباك داخل صفوف الجبهة بعد تراجع دعمها الدولي، وتحول المخيمات إلى بؤر للفوضى وتصفية الحسابات في ظل عجز قيادتها عن ضبط الأوضاع.