جيل بلا أمل… وحكومة بلا مشروع
بقلم: عمر المصادي

في الوقت الذي يفترض فيه أن يكون الشباب ركيزة أساسية لأي مشروع تنموي، نجد أنفسنا أمام واقع مقلق: جيل من الشباب يشعر أنه لا يملك شيئا ليخسره، وحكومة تبدو عاجزة عن تقديم ما يعيد له الأمل.
هذا الوضع المزدوج ينذر بأزمة حقيقية، لا تهدد فقط الإستقرار الإجتماعي، بل تضرب في العمق مستقبل الوطن، فحين يشعر الشاب بالتهميش، وبأن لا مكان له في سوق الشغل، ولا صوت له في القرار السياسي، ولا أفق واضح لمستقبله، فإنه يتحول من عنصر بناء إلى كتلة من الغضب واللامبالاة. ومن الطبيعي أن يبحث عن بدائل، حتى وإن كانت تلك البدائل هروبا من الوطن أو انخراطا في مسارات مدمرة.
في المقابل، تعاني الحكومة من غياب رؤية استراتيجية. لا سياسات عمومية فعالة، ولا استثمار حقيقي في التعليم، ولا دعم كاف لمبادرات الشباب. والنتيجة؟ تفكك الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، واتساع الفجوة بين الأجيال، وتراجع الإنتماء.
الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في البطالة أو الفقر، بل في قتل الحلم داخل النفوس، في جعل الطموح ترفا لا حقا، وفي تكريس الإحساس بأن الوطن لا يعترف بأبنائه.
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى مصالحة وطنية حقيقية مع الشباب، مصالحة تبدأ بالإستماع، وتترجم بإجراءات ملموسة: إدماج فعلي في الحياة الإقتصادية، دعم حقيقي للمبادرات، إصلاح جذري للتعليم، وإعادة الإعتبار لقيم الكرامة والمواطنة.
لا مستقبل لوطن يدير ظهره لشبابه، ولا استقرار في ظل جيل بلا أمل.