في مشهد احتفالي غير مسبوق، توّج نادي باريس سان جيرمان موسمه التاريخي بالفوز بأول لقب في دوري أبطال أوروبا، وسط استقبال رئاسي في قصر الإيليزيه واحتفالات صاخبة بملعب حديقة الأمراء. وبين أعلام النصر والهتافات الجماهيرية، سطع النجم المغربي أشرف حكيمي، الذي لم يكن فقط حاضرًا في الصورة، بل كان في مقدمتها.
وضع اسم حكيمي بين الوجوه الثلاثة التي تم النداء عليها أولًا إلى جانب المدرب لويس إنريكي والعميد ماركينوس لم يكن مجرد مجاملة بروتوكولية، بل يعكس مكانته باعتباره أحد قادة الفريق، حيث تولى في عدد كبير من المباريات حمل شارة العمادة. وهو ما يؤكد الثقة الكبيرة التي يحظى بها داخل غرفة الملابس وبين الطاقم التقني.
غير أن حضور حكيمي لا يقتصر على الشارة، بل يتجلى في أرضية الميدان، حيث مثّل طيلة الموسم القوة الضاربة والقلب النابض للفريق الباريسي. بفعل تنقله السلس بين أدوار الدفاع والهجوم، وقراءته الذكية للتموضع، منحه المدرب إنريكي حرية تكتيكية شبه مطلقة، وهي ميزة لا تُمنح إلا للاعبين من طراز خاص. تلك الثقة جعلت من حكيمي حجر الزاوية في مشروع الانتصار، في الوقت الذي لم ينجح فيه لاعبون كبار كـميسي ونيمار في تحقيق الإنجاز ذاته رغم التعاقدات الضخمة.
حكيمي لم يسرق الأضواء في ليلة التتويج فحسب، بل أثبت مرة أخرى أنه أحد الأعمدة الفنية والنفسية التي يُبنى عليها مستقبل باريس سان جيرمان، وأنه، بما راكمه من خبرة وشخصية، أصبح نموذجًا للاعب الناضج الذي يزاوج بين الأداء الراقي والحضور القيادي في لحظات المجد والتاريخ.