كلنا واحد
بقلم: سعيد عاتيق
رغم جبروت الإحتلال الصهيوني، ورغم تلاوين التعذيب المسلط على شعب فلسطين المقهور منذ عقود على طول وعرض الجغرافيا المقدسة إلا أن بعض من هذه الطغمة المستعمرة الغاشمة تتحلى وتمتلك شعيرات رقيقة من الخصال التي عزت تجلياتها بل عزت حتى رائحتها في بعض الإنسان وليس أي إنسان، إنه الإنسان الذي نزل فيهم محمد رسولا للمسلمين فزاغوا على درب الحق وخرجوا عن الجماعة وهنا لا أتذكر صفة الخارجين عن الجماعة كما أجهل ما يترتب عن ذلك…
أن يقر القادة العسكريون الملوثة أياديهم بدماء الأبرياء بالفشل، أن يتوارى من دمر وأهلك النسل والحرث من منصب المسؤولية، أن يستقيل الذباحون السلاخون لأنهم لم يحققوا الأهداف المسطرة على درب الإبادة الجماعية وفرض قساوة التهجير القسري في محاولة لاجثتاث جذور ثقافة المقاومة الراسخة والضاربة عروقها وجذورها في نفوس المقدسيين ودافئة في قلوبهم وكيانهم إنه لأمر غريب وعجيب؛
غريب أن يكون لأرباب المسالخ بعض من الضمير يهتز ولو لبعض حين في إطار النقد الذاتي ويصدر أحكاما من قاضي نفسه على نفسه دون المثول أمام القضاء الجالس ولا الواقف.
أن يخرج القتال الماكر للعلن مصرحا بقصوره في مهام التذبيح والإستباحة والهلاك فمن واجبنا أن نعترف بشجاعتهم وجرأتهم ،
وهنا نقول لآل “كلنا إسرائيليون” ألا تتحلوا بالشجاعة لترددوا معهم صراحتهم و شجاعة لسانهم باعترافاتهم ولو على سبيل الإجترار كما عودتمونا ؟
فعلا قد يكون بعض بني إسرائيل أصدق قولا وأكثر انسجاما ولو أرقى ضميرا ولو لبعض حين وفي بعض من الأزمات وهم مكرهون صاغرون ذلالا …
إنها شجاعة وجرأة تتطلب منا وقفة مطولة لنتأمل الأمر عميقا ومتأنيا وأنتم يا آل “كلنا إسرائيليون” أولى و أجدر و أسبق من أجل إبداء الرأي أمام طوفان الإستقالات التي تناثرت من لدن نجوم الأفلام والمسلسلات الحربية الصهيونية بعد أن فرملت آلات التقتيل عجلاتها وكبحت الدبابات محركاتها وطوت طائرات الموت أجنحتها.
أين شجاعتكم يا آل “كلنا إسرائيليون”؟
أخرجوا من صمتكم ورددوا بكل جرأة أنكم فشلتم رغم فضاعة الأوضاع وغلاء فاتورة التذبيح والتقتيل والتدمير والتشريد .
وتبقى المقاومة الشريفة أصدقكم و إياهم مادامت نظالات الشرفاء تستمد الشرعية من القانون الدولي الذي تنص قراراته وتعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير كحق ثابت .
إن القانون الدولي يقر باستعادة الفلسطينيين حقوقه بكل الوسائل وفقاً لمقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه .
إنها مقاومة شرعية ولو كانت أوراق المقدسيين التبوتية لا تتضمن لا لقب ولا إسم ولا صفة “الشرعي بن فلان…”
والمقدسيون الأشاوس إنما يقاومون بمبدإ فرض كفاية و لما (فرح المخلفون بمقعدهم….. فليضحكوا قليلا ويبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون ) صدق الله العظيم و ما صدق لا إسرائيل ولا قوم تبع من قبيلة كلنا إسرائيليون.
وعوض أن نقول كلنا إسرائيليون حريا بنا أن نردد “كلنا آدميون” ولتسقط الألوان والأجناس والأعراق،
لنردد “كلنا آدميون” وواجب علينا احترام كل الأديان.
لنردد “كلنا آدميون” رغم كثير من الإختلافات وكل الإختلافات إنما جزئية ما دام الأصل واحد والكيان واحد والرب واحد والأرض واحد والسماء والهواء والشمس واحد،
إننا “واحد”!
رددوا معي من فضلكم ودعوني لوحدي أذرف الدموع وفي وحدتي ؛
“حالي يا وعدي اليوم راه ادفعني
بغيت نوضع سؤال ونگول بلسان أهل الغيوان
يا بني إ نسان علاش احنا عديان؟
لاش الكروب . . . لاش الأحزان؟
لاش لكدوب . . . لاش البهتان؟
لاش لحروب . . . لاش الطغيان؟
واحنا خاوا . . . احنا احباب . . . احنا جيران
يا بني الإنسان