مسابقة في تجويد القرآن تتحدى ظروف جائحة كورونا

بالواضح - محمد الضاوي

غيرت جائحة كورونا نمط حياة الناس، فارضة عليهم قيودا وتغييرات عديدة في العادات الإجتماعية، وغيبت قسرا عدة أنشطة، خصوصا تلك التي يُحتفى بها طيلة شهر رمضان الأبرك ، والمتمثلة في مسابقة تجويد القرآن الكريم بين الأطفال ، وهي من أهم الأنشطة التي تشرف عليها أغلب الجمعيات داخل مقراتها أو في دور الشباب .
جمعية ” دارنا للأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة ” بعين العودة ، وبالرغم من ضعف الإمكانيات، أبت إلا أن تتحدى الجائحة وأصرت على تنظيم المسابقة بين تلاميذ وتلميذات المدارس العمومية في نسختها الرابعة ، حيث بدأت بعملية التسجيل والإقصائيات الأولية قبل وأثناء رمضان الأبرك ، عبر وسائط التواصل الإجتماعي.
وقد شارك في المشاركة أزيد من 50 تلميذا من مختلف المستويات الدرساية ، من خلال إرسال تسجيلاتهم المصورة إلى لجنة التحكيم ، المشكلة من أساتذة متطوعين ، الذين أشرفوا على تقديم دروس القواعد في التجويد للمتبارين ، ليُسدل ستار المسابقة أول يوم أمس بفوز 6 تلاميذ موزعين على مجموعتين ، فعن المجموعة الأولى فاز كل من: فاطمة اليعقوبي وأشرف عالم ثم هداية الفارسي، اما المجموعة الثانية ، كان الفوز من نصيب: نعمة اليعقوبي وياسين ضغضور ثم مريم أعياض.
الجمعية لم تقتصر على المسابقة ، بل واظبت على تقديم وجبات العشاء للأشخاص بدون مأوى طيلة الشهر الفضيل ، مُبتدئة ب 17 وجبة لتصل إلى 48 وجبة ، مع التكفل بعائلتين فقيرتين ، إحداهما تتكون من طفل يعاني من الإعاقة ومساعدة والده على إجراء عملية جراحية بمستشفى سيدي الحسن بتمارة.
وجوابا على سؤال ـ عبر اتصال هاتفي ـ ما إذا كانت الجمعية ستستمر في تقديم الوجبات بعد شهر رمضان، صرح رئيس الجمعية عبد الواحد الوارد لجريدة “بالواضح” متأسفا : “نتمنى الإستمرارية على مدار السنة، لكن وللأسف الشديد ستكون وجبة الإفطار صباح يوم العيد، آخر وجبة نستطيع تقديمها، نطرا للإكراهات المادية وكذلك للظرفية الوبائية، فموارد الجمعية تتكون أغلبها من مساهمات أعضاء الجمعية واللجان التابعة لها مع بعض المحسنين جزاهم الله خيرا “.
أما بخصوص الطموحات يقول رئيس الجمعية: “طموحات الجمعية تتمثل في إنشاء دار للأيتام والأطفال المتخلى عنهم في الشوارع، مع التخفيف من معاناة الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة وإندماجهم في المجمتع، ومحاولة تغيير نظرة تنقيص المجتمع إليهم، دون إغفال تقديم المساعدات الاجتماعية للفئة المعوزة وفق إمكانيات الجمعية”.

اترك رد