أزمة القبايل.. الملك يعرب عن تأسفه للتوتر مع الجزائر ويقول إن “جسما دخيلا” لا مكان له بين الدول المغاربية ويدعوها للعمل سويا “في أقرب وقت”

بالواضح

على خلفية التوترات الديبلوماسية والاعلامية التي شهدتها العلاقات بين المغرب والجزائر إثر ازدواجية مواقف الأخيرة في مبدإ تقرير المصير بعد فتح الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة ورئيس لجنة الإعلام بالجمعية العامة لملف القبايل خلال الاجتماع الأخير لدول عدم الانحياز ، أعرب الملك محمد السادس عن “تأسفه للتوترات الإعلامية والدبلوماسية، التي تعرفها العلاقات بين المغرب والجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين، وتترك انطباعا سلبيا، لا سيما في المحافل الدولية”.

وقال الملك محمد السادس: نحن لا نريد أن نعاتب أحدا، ولا نعطي الدروس لأحد؛ وإنما نحن إخوة فرق بيننا جسم دخیل، لا مكان له بيننا.

ودعا الملك محمد السادس إلى تغليب منطق الحكمة، والمصالح العليا، من أجل تجاوز هذا الوضع المؤسف، الذي يضيع طاقات بلدينا، ويتنافى مع روابط المحبة والإخاء بين شعبينا. فالمغرب والجزائر، يقول الملك المغربي، أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان. لذا، أدعو فخامة الرئيس الجزائري، للعمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها شعبانا، عبر سنوات من الكفاح المشترك.

وجدد الملك محمد السادس الدعوة إلى الجزائر من اجل فتح الحدود،  و”العمل سويا، دون شروط ، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار.”

ذلك، لأن الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، يقول الملك محمد السادس، وليس في مصلحة شعبينا، و غير مقبول من طرف العديد من الدول.

فقناعتي أن الحدود المفتوحة، هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين، و شعبين شقيقين، يضيف العاهل المغربي، لأن إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي، ومبدأ قانوني أصیل، تكرسه المواثيق الدولية، بما في ذلك معاهدة مراكش التأسيسية لاتحاد المغرب العربي، التي تنص على حرية تنقل الأشخاص، وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال بين دوله.

وقد عبرت عن ذلك صراحة، منذ 2008، وأكدت عليه عدة مرات، في مختلف المناسبات، يقول الملك محمد السادس، خاصة أنه لا فخامة الرئيس الجزائري الحالي، ولا حتى الرئيس السابق، ولا أنا، مسؤولين على قرار الإغلاق. ولكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا، على استمراره؛ أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام مواطنينا.

وقال الملك محمد السادس إنه ليس هناك أي منطق معقول، يمكن أن يفسر الوضع الحالي، لا سيما أن الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود، أصبحت متجاوزة، ولم يعد لها اليوم، أي مبرر مقبول، معتبرا بأن أمن الجزائر واستقرارها، وطمأنينة شعبها، من أمن المغرب واستقراره.

والعكس صحيح، فما يمس المغرب سيؤثر أيضا على الجزائر؛ لأنهما كالجسد الواحد، يقول العاهل المغربي، ذلك أن المغرب والجزائر، يعانيان معا من مشاكل الهجرة والتهريب والمخدرات ، والاتجار في البشر.

فالعصابات التي تقوم بذلك هي عدونا الحقيقي والمشترك، يضيف الملك محمد السادس، وإذا عملنا سويا على محاربتها، سنتمكن  من الحد من نشاطها ، وتجفيف منابعها.

ومن جهة أخرى، نتأسف للتوترات الإعلامية والدبلوماسية، التي تعرفها العلاقات بين المغرب والجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين، وتترك انطباعا سلبيا، لا سيما في المحافل الدولية.

ودعا الملك محمد السادس إلى تغليب منطق الحكمة، والمصالح العليا، من أجل تجاوز هذا الوضع المؤسف، الذي يضيع طاقات بلدينا، ويتنافى مع روابط المحبة والإخاء بين شعبينا. فالمغرب والجزائر، يقول الملك المغربي، أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان. لذا، أدعو فخامة الرئيس الجزائري، للعمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها شعبانا، عبر سنوات من الكفاح المشترك.

اترك رد