إقالة متوقعة لسوء تدبير قطاع الشباب والرياضة

لم يتفاجأ المتتبعون لشؤون قطاع الشباب والرياضة للقرار الذي اتخذه الوزير الشاب فردوس بإعفاء الكاتبة العامة بنعلي نادية من مهامها، بقدر ما كان متوقعا وحتميا.
فكل الوزراء الذين تعاملوا معها بدءا من رشيد طالبي العلمي مرورا بالحسين عبيايبة ووصولا إلى عثمان فردوس سيكتشفون في حينه عدم قدرتها على تدبير قطاع اجتماعي جد حساس. فرغم اختلاف مشاربهم السياسية إلا أنهم اجتمعوا في نقطة وحيدة وهو عدم أهلية هذه السيدة على القيام بالمهام المنوطة بالكتابة العامة .
ومن بين مظاهر الدمار الذي لحق بقطاع الشباب والرياضة ما عاناه موظفو القطاع في عهدها من شتى أساليب التجبر والتعنت والإهانات. فمنذ 1918 تاريخ تعيينها كاتبة عامة، ونزيف حاد تعرفه الموارد البشرية للوزارة ، إذ أقدمت على إطلاق مسلسل تصفية شاملة وممنهجة للكفاءات المحلية وفي المقابل إغراقها بأطر أجنبية وخصوصا في مواقع المسؤولية، تجهل كل الجهل خصوصية هذا القطاع ذي الطابع الاجتماعي الحساس. فقد اضطرت هذه الكفاءات أمام السلوك غير المهني واللاأخلاقي والفج بإهانتها أو تنقيلها لمصالح خارجية أو تهميشها وإقصائها من كل مباريات ولوج مناصب المسؤولية، تقديم طلب الإلحاق أو وضع رهن الإشارة أو الاستيداع الإداري بإدارات عمومية أخرى أو طلب التقاعد النسبي على الرغم أنها في عز عطائها وراكمت تجربة طويلة من المراس والاحتكاك ، لكن بين عشية وضحاها يتم رميها في سلة المهملات بعد عمليات التعسف والتضييق الخناق والتحريض ووو.
وما يقع بمديرية الشباب والطفولة والشؤون النسوية أصبح مثالا حيا فقد أصبحت خاوية على عروشها لاتقدم أية برامج أوحلول لمشاكل عويصة لهاته الفئات من المجتمع وأكثر ما يحز في النفس أن جمعيات محلية تقوم بأداء حسن يفوق بكثير ما تقدمه هذه المديرية بعدما تم الإجهاز على كل كفاءاتها والقيام بتنقيل جماعي لها.
أما مديرية الرياضة فحدث ولاحرج حيث تم تشتيت كافة الأطر الجيدة سواء بالنيابات أو بالجامعات الرياضية والعديد منهم يرفض بتاتا العودة إليها، وتدبر حاليا هذه المديرية بعقلية الوشايات الكاذبة وتشويه السمعة والتطاحنات الداخلية.
وهذا غيض من فيض، إذ أن الأساسي في عملية تدبير الموارد البشرية ليس استقطاب الكفاءات ولكن العمل على صقلها وتتبعها والحفاظ عليها بغرس ثقافة المؤسسة لديها.
كل من يعرف من بعيد قطاع الشباب والرياضة يتحسر على ما آل إليه، ففي سنوات خلت كان يعج بالبرامج والأنشطة التربوية والترفيهية الموجهة لكافة فئات المجتمع. أما الآن فليس سوى القحط والجفاف وكثرة الدسائس والمؤامرات والإشاعات المغرضة بفعل إسناد الأمور لغير أهلها.
علما أن القاسم المشترك بين هؤلاء الغرباء الوافدين من قطاعات أخرى، الذين لا يفقهون شيئا في خصوصية القطاع، هو التهافت على المسؤوليات واقتناص الفرص واقتسام الغنائم وتحوير مسار كل برنامج ، إن وجد لخدمة أغراضهم الشخصية والارتقاء إلى وزارات أخرى .
هذا ما جنته الكاتبة العامة على قطاع الشبيبة والرياضة والتي تدعي أنها تفقه في كل شيء ولكنها في الحقيقة دمرت كل ما هو جميل في هذه الوزارة.
وعوض إطلاق مشروع اكتشاف الكفاءات يجب محاسبة من ساهم في هدر هذه الكفاءات.

اترك رد