إنسان في سلة المهملات..

بقلم: ابراهيم ايت ابراهيم
في الأوجه بسمة أمل ورؤية تفاؤل،ولكن إطالة النظر تؤكد العكس، فتظهر قساوة الظروف، رغم الضحك، رغم الإبتسامة، تظهر ملامح الألم الدفين .. تدقيق النظر من الأعلى نحو الأسفل تريك قصة شعر عصرية دالة على المواكبة، ورجلين شبه حافيتين بهما نعل تكلفت به ويلات الزمان وأمراضه !
ألم مستمر، مستقر وقابع لم يجد الطريق لا للتحرر ولا الإنفجار ! ملامح هجينة وغامضة، غموض مكتمل أفرزته الطبيعة وكرسه النسيان، واقع مرير يعري عن الفصل البارد حين يأتي زائرا ثقيلا،  مناخ بارد وعواطف أكثر برودة، حتى الدموع تتجمد داخل غددها المسكينة ..
نحن من يتحدث عن التربية كل يوم ونذكر بالأخلاق ونتبجح بالأمن والأمان. وبيننا من غاب عنه الأمن النفسي مند الولادة، وأحاسيسه ليست غير الجوع والعطش والنوم..
سنوات ألم موشومة ومترسخة وأيام أمل مفقود على شاشات الإشهارات الغبية، وهناك من لا علم له بحدود الوطن المنكوب، ولا يعلم إلا أن والده يشقى لإشعال نار أطفأتها رياح الزمن الغدارو أمه مازالت تشم رائحة الدخان النابع من فرن التراب !
معنى جديد لسلة المهملات !
سلة برتقالية أو وردية اللون، لم أعد أعلم لونها المتغير كل مرة، تشبه في صبغتها سلات الخضر والفواكه، شبكت بكل رزانة وإتقان، ليس من أجل جمع المهملات من الاكل والازبال والفضلات، صنعت بدقة من أجل إستقبال أبناء الإنسان ممن أهملتهم الحياة من كل المناحي .. أهملهم التاريخ، أهملتهم الجغرافيا، أهملهم الحجر والشجر والإنسان .. وجدوا  أنفسهم في سلة مهملات الحياة وبقاياها ! بقايا إنسان، يعيش على ومخلفات وبقايا الإنسانية !
سلة مهملات، خلفتها تراتبية لعينة، خلفها إنتقاء غير طبيعي لظروف العيش، خلفتها عقلية أحادية وأخرى بائسة ..سلة مهملات لقيت من الإهمال ما يكفي وتعبت من ترميم الحواشي وتغيير الأيادي، سلة مرهقة أرهقت من فيها درجة الالم !

اترك رد