السفارة الفرنسية بالمغرب تحلق خارج حدودها الديبلوماسية وتدافع عن مصالح النظام الجزائري!؟

بالواضح

يبدو أن باريس باتت تُظهر يوما عن يوم توجهاتها السياسية الواضحة بتنفيذ الأجندات الجزائرية المعادية للوحدة الترابية للمملكة المغربية، حيث بات التقارب الفرنسي الجزائري يسير بخطى ثابتة توازيا وتزامنا مع تباعد الهوة المغربية الفرنسية التي تمر اليوم بفتور حاد يكاد يكون غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين البلدين.

وما يجسد التقارب الفرنسي الجزائري الذي يسير على حساب التقارب المغربي الفرنسي ما أقدمت عليه السفارة الفرنسية بالرباط “رغم عدم الاختصاص” في الدخول على خط قضية خارج حدود العلاقات بين باريس والرباط، حيث عبرت عن نفيها “تدخل السلطات الفرنسية لمنع وإلغاء لقاء صحافي بقناة (CNEWS)” الذي كان مبرمجا مع رئيس الحكومة المؤقتة لمنطقة القبايل فرحات مهني، مع العلم أن هذه القناة تابعة لمجموعة “Bolloré”، المعروفة بقربها من قصر الإيليزي”.

وكان من المنتظر أن يحل فرحات مهني، الأحد الماضي، ضيفا على نشرة الأخبار بقناة “CNEWS” التابعة لمجموعة “Bolloré” ذائعة الصيت والمعروفة بقربها من قصر الإيليزي.

وحل مهني حينها باستوديو القناة الإخبارية، حيث استقبل من طرف الصحافيين الذين أعلنوا مروره على المباشر ابتداء من الساعة الثامنة و25 دقيقة، قبل أن يقتحم مسؤول من القناة غرفة الانتظار معلنا إلغاء المقابلة.

وعودة إلى خرجة السفارة الفرنسية في المغرب غير الموفقة والخارجة عن أدبيات وسياق حدودها الديبلوماسية فإنها قالت بأنها “اطلعت على المقالات الصحفية والتعليقات التي زعمت تدخل السلطات الفرنسية لمنع مرور شخص على قناة فرنسية”، مؤكدة أنها “تنفي نفيا قاطعا هذه الاتهامات”. وذلك في إشارة إلى منع لقاء فرحات مهني.

وبحسب البيان الصحافي، فإن “فرنسا لا تزال ملتزمة بحرية الصحافة، وحرية التعبير في كل مكان بالعالم”.

وما يثير الاستغراب، أن هذا التفاعل الدبلوماسي ليس في محله، باعتبار الجمهور المغربي غير معني تماما بهذه الواقعة، حيث كان الأحرى أن تكون الجزائر من تخرج بتوضيح يبدد الشكوك خصوصاً وأن الأمر يتعلق بالقبايل.

وراج في الأوساط السياسية والإعلامية أن النظام الجزائري ضغط بقوة على باريس لمنع ظهور فرحات مهني عبر قناة CNEWS.

ومعلوم أن الصحف المغربية لم تكن الوحيدة التي تطرقت إلى الموضوع، بل هناك صحف ووسائل إعلام دول أخرى تناولت الخبر من زوايا متعددة، واستندت إلى مصادرها الخاصة لتكشف أن الرئاسة الفرنسية كانت وراء منع فرحات مهني.

وفي الوقت الذي لم تقدم فيه القناة القريبة من قصر الإليزيه، أي تفسير لإلغاء المقابلة مع فرحات مهني، وصف هذا الأخير الإلغاء، بـ”الرقابة”، مشيرا إلى أن الجزائر هددت بإلغاء زيارة رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، المقررة إلى الجزائر، في حال ظهوره على القناة المذكورة.

ونشر مهني حينها مقطع فيديو على حسابه على “تويتر”، من داخل مقر قناة CNEWS، يظهر معد ومقدم البرنامج “ivan Rioufol”، وهو يمنع الناشط والمعارض القبايلي من ولوج غرفة بث البرنامج الحواري.

وأرجعت مصادر متطابقة إلغاء هذه المقابلة التلفزية إلى تدخل “يانيك بولوريه” شخصيا، بناء على اتصال من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

اترك رد