المؤتمر الدولي للأركان باكادير: مساعي الرفع من إنتاج الأركان إلى 10 آلاف طن سنويًا بحلول 2020

بالواضح – ابراهيم فاضل/ أكادير

حدد المؤتمر الدولي للأركان باكادير أهدافه الاستراتيجية، بحلول 2020، في إعادة تأهيل 200.000 هكتار من شجرة الأركان، والعمل على تبني غرس شجرة الأركان وتوسيع زراعتها عبر سبل إنتاج عصرية على مساحة 5000 هكتار، والرفع من إنتاج الأركان إلى 10 آلاف طن سنويًا بحلول سنة 2020.

جاء ذلك خلال ترؤس وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، أمس الثلاثاء 9 دجنبر 2019 بأكادير، حفل افتتاح أشغال الدورة الخامسة للمؤتمر الدولي للأركان تحت شعار: الرأسمال الطبيعي للمحيط الحيوي للأركان: القيمة والتثمين، بمشاركة الباحثين والأكاديميين والجهات الفاعلة الاقتصادية والدولية التي تهتم بمختلف الجوانب المتعلقة بسلسلة الأركان.

وشهد خلال هذا الحدث حضور والي جهة سوس ماسة وعامل عمالة انزكان ايت ملول ورئيس الجهة والمدير العام للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، ورئيس الفدرالية البيمهنية لسلسلة الأركان، وممثلة منظمة الفاو بالمغرب، والمدير العام المقيم للتعاون الدولي الألماني بالمغرب.

وللاشارة فان هذا المؤتمر ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من طرف الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات والأركان ANDZOA، تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بشراكة مع المعهد الوطني للبحث الزراعي INRA ووكالة التعاون الدولي الألماني GIZ ، ويهدف هذا المؤتمر الذي ينظم كل سنتين، بالتوازي مع النسخة الأولى من المعرض الدولي للأركان، إلى تبادل المعرفة العلمية والتقنية بين الباحثين على الصعيدين الوطني والدولي ومدبري المجال الغابوي والفاعلين الاقتصاديين ومؤسسات التنمية. هي فرصة للتواصل والاستفادة من نتائج وإنجازات البحث العلمي على شجرة الأركان ومناطق الأركان ولتقييم المبادرات والمناهج الحالية لتقييم وتثمين محميات الرأسمال الطبيعي والمحيط الحيوي للأركان.

بعد تنظيمها مباشرة بعد التقييم العشري الثاني من تقييم وتثمين محميات الرأسمال الطبيعي والمحيط الحيوي للأركان، من المتوقع أن تقترح هذه الدورة الخامسة توجهات جديدة، لا سيما من حيث القيمة وتثمين الرأسمال الطبيعي والمحيط الحيوي للأركان من خلال تسليط الضوء على أهمية هذا النظام البيئي.

كما تهدف هذه الدورة، التي تعد دورة لتقديم الحصيلة، ورسملة الإنجازات المحققة ونتائج البحث العلمي على شجرة الأركان ومجال الأركان، إلى دراسة الأدوار التي يلعبها تقييم وتثمين محميات الرأسمال الطبيعي والمحيط الحيوي للأركان، وخاصة شجرة الأركان، في تطوير وخلق الثروة. واليوم، تسعى سلسلة الأركان أن تكون سلسلة للابتكار وتختزل إمكانات للاستثمار والمحدثة لفرص الشغل بامتياز ومرافقة الباحثين الشباب.

وتحظى سلسلة الأركان بأهمية خاصة في إطار مخطط المغرب الأخضر، وذلك بإنشاء الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجرة الأركان سنة 2010 وتوقيع العقد البرنامج للفترة 2012-2020 بين الحكومة والتنظيم البيمهني لتنمية السلسلة. تتمثل الأهداف الاستراتيجية لهذا العقد البرنامج، بحلول 2020، في إعادة تأهيل 200.000 هكتار من شجرة الأركان، والعمل على تبني غرس شجرة الأركان وتوسيع زراعتها عبر سبل إنتاج عصرية على مساحة 5000 هكتار، والرفع من إنتاج الأركان إلى 10 آلاف طن سنويًا بحلول سنة 2020 ، وتنفيذ مشروعي الدعامة الأولى والدعامة الثانية للتثمين والترويج العصري والفعال لمنتجات الأركان. لتنفيذ هذا العقد البرنامج، اعتمدت الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجرة الأركان العديد من البرامج، من بينها برنامج إعادة تأهيل مجالات الأركان وبرنامج زراعة الأركان.

ويغطي برنامج إعادة تأهيل مجالات الأركان مساحة 200.000 هكتار بحلول سنة 2020. ويشمل برنامج إعادة التأهيل كذلك، تجديد شجرة الأركان لتحسين أداء مجالات الأركان الحالية.

وتعد الإنجازات المحققة للفترة 2012-2018 حوالي 146 397 هكتار. وقد ساهم مشروع تنمية تطوير استرزاع الأركان في المناطق الهشة (DARED)، الممول من طرف الصندوق الأخضر للمناخ، في تتويج المجهودات المبذولة من طرف مختلف الشركاء. يتضمن هذا المشروع، على وجه الخصوص، غرس 10000 هكتار، وتعبئة المياه السطحية، وتعزيز قدرات الفاعلين وتنظيم حلقات سلسلة القيمة في السلسلة. بالإضافة إلى ذلك، وكجزء من الدعم لتطوير سلسلة الأركان، يتم إطلاق أنشطة للبحث العلمي ومواكبة توجيهات مخطط المغرب الأخضر، وتهتم أساسًا بأربعة مجالات، وهي التحسين الوراثي وإنتاج أصناف جديدة لشجرة الأركان واختيار أشجار أركان فعالة وإكثار الأصناف المختارة وتطوير تقنيات تدبير حقول الأركان الحديثة وتعزيز شجرة الأركان ومنتجاتها واستخدام التكنولوجيا الحيوية في البحث العلمي حول شجرة الأركان. حتى اليوم، تم تحقيق نتائج علمية هامة. يشمل ذلك، تسجيل ستة أنواع في الفهرس الرسمي من شجرة الأركان سنة 2018 والتي تتميز بتكيفها الكبير وإنتاجها المبكر. شجرة الأركان هي شجرة مستوطنة بالمغرب، وهي محور نظام رعوي وفلاحي فريد من نوعه وتغطي مساحة تبلغ حوالي 830 ألف هكتار في المناطق الأطلسية شبه الجافة والجافة بالمغرب. يوفر هذا النظام البيئي، ذو الاستخدامات والأدوار المتعددة، إمكانات كبيرة لتحسين مستوى عيش الساكنة القروية.

حضر هذه الدورة من المؤتمر، الذي عقد على شكل موائد مستديرة ولقاءات وزيارات ميدانية لفائدة 230 باحثا (60 مداخلة وملصقات)، مشاركين من 9 بلدان وبمشاركة مسؤولين حكوميين وممثلي الشركاء التقنيين والماليين وممثلي المجتمع المدني والعديد من المهنيين.

وعلى هامش هذا الحدث، ترأس الوزير توقيع اتفاقيتين، الأولى بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والفدرالية البيمهنية للأركان تهم تأهيل الفدرالية. فيما تتعلق الاتفاقية الثانية بتسويق المنتوجات العضوية من الأركان، والتي تم توقيعها بين الفدرالية البيمهنية للاركان والفدرالية البيمهنية للمنتجات العضوية بالمغرب.

وقام السيد الوزير بمنح جوائز لأفضل بحث على شجرة الأركان خلال تنظيم جائزة الباحثين الشباب، والتي تهدف إلى تعزيز وتطوير مشروع بحثي متميز من طرف الباحثين الشباب وطلبة الدكتوراه والماستر. كما تم تقديم العديد من جوائز التميز لأفضل بحث في جميع التخصصات المختلطة.

وبخصوص معرض الأركان الدولي في نسخته الأولى، فقد تم تنظيمه في الساحات الرئيسية لمدينة أكادير، ويمكن الزوار من اكتشاف المحيط الحيوي للأركان من خلال المعارض والأنشطة الثقافية والفنية المختلفة. ويعد المعرض الدولي للأركان بالنسبة لسلسلة الأركان، فرصة استثنائية لتعزيز وتطوير الأبعاد المعرفية والثقافية وفن العيش المرتبطة بمجالات الأركان بأكملها. بحيث يجمع كل الأطراف الفاعلة في السلسلة: المنتجون والمصنعون والمصدرون. ويعرف مشاركة أكثر من 120 تعاونية للأركان من 8 أقاليم.

اترك رد