تفاصيل مرور القافلة الدولية عبر الأقاليم الجنوبية لـ“ملتقى العيون للسلم والتسامح”

بالواضح

في سياق متابعتنا للقافلة الدولية “ملتقى العيون للسلم والتسامح”، المنظمة تحت شعار “المملكة المغربية من طنجة الى الكويرة أرض السلم والسلام.. ومشعل محبة ووئام.”  يومي 12 و13 أكتوبر 2019، آتية من مدريد، باتجاه موريتانيا ودول افريقية، شهدت القافلة في مرحلتها بالأقاليم الجنوبية نجاحا متميزا.

إقرأ أيضا: سابقة.. قافلة “ملتقى العيون للسلم والتسامح” تنطلق من مدريد باتجاه الأقليم الجنوبية إلى موريتانيا ودول إفريقية

وفيما يلي تفاصيل مسار ومرور القافلة الدولية “ملتقى العيون للسلم والتسامح” كما توصلت بها جريدة “بالواضح” في بلاغ مشترك من الجمعيات المنظمة، حيث ضمّت هذه القافلة عشرين (20) من نشطاء وحقوقيين أجانب مشكلة من: سبعة عشر (17) إسبانيا ومواطنين اثنين (2) من الإكواتور وفرنسي واحد (1):

اليوم الأول: السبت 12 أكتوبر 2019:
نظمت كل من جمعية الإخلاص للتنمية والتضامن وجمعية التكافل والتعاون الاجتماعي وجمعية الوحدة لأيادي الخير وجمعية رحاب النسائية للتنمية والتضامن الاجتماعي بتنسيق مع جمعية أبناء العرائش بالمهجر بمدريد وبمشاركة فرع العيون للمنتدى المغاربي للتعبئة الوطنية والدولية للحكم الذاتي بالصحراء المغربية وجمعية أصدقاء العيون للتنمية والأعمال الاجتماعية بالعيون يومي 12 و13 أكتوبر 2019 ملتقى العيون للسلم والتسامح تحت شعار «المملكة المغربية من طنجة إلى الكويرة أرض السلم والسلام.. ومشعل محبة و وئام« و كان الهدف الرئيس من الزيارة هو نشر ثقافة السلم والسلام ونبذ أشكال العنف بين الشعوب والمجتمعات.


وقد استهلت فقرات هذا الملتقى باستقبال أعضاء القافلة العالمية للسلم والسلام المنظمة من طرف جمعية أبناء العرائش بالمهجر بمدريد في المدخل الشمالي لمدينة العيون ليتجه الجميع في موكب مميز نحو محل إقامتهم حيث تم الترحيب بهم بالحليب والتمر والزغاريد والموسيقى الحسانية من طرف نشطاء المجتمع المدني بمدينة العيون، ليلقي الأستاذ محمد عالي أحسينة عن منظمي الملتقى كلمة ترحيبية في حق أعضاء القافلة العالمية للسلم والسلام التي كانت تضم عدة أجانب من ضمنهم السيد خوسي مينيوس رئيس جمعية تلاقح الثقافات بمدريد والسيد رفائيل ديلا روبيا رئيس قافلة السلام عبر العالم والسيدة سونيا بيني كراس باس فيدرالية عالم بدون حروب بالإكوادور، حيث شكرهم على مبادرتهم الإنسانية العالمية وتكبد عناء السفر والترحال من اجل نشر ثقافة السلم والسلام وأشاد خلال هذه الكلمة بالأدوار الطلائعية التي تقوم به المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، من أجل السلم والسلام ونشر ثقافة الحوار والإخاء، و مجهودات جلالته من أجل فك النزاعات والتوجه نحو التعاون المثمر المفيد للجميع، واهتمام جلالته بالقضايا الآنية للبشرية كالهجرة والتغيرات المناخية والتصدي لكل اشكال الإرهاب، وترافع جلالته عن قضايا القارة الإفريقية عبر دعوته إ‘لى شراكات شمال جنوب منصفة وعادلة بمنطق رابح-رابح بعيدة عن الوصاية المجحفة، وحرص جلالته على أن يكون المغرب من بين أول المدافعين عن حقوق الإنسان ورقي البشرية والتنمية المستدامة من أجل الأجيال القادمة، كما تم استحضار دور المغفور له بإذن الله، الملك الحسن الثاني في فك النزاعات وتقديم النصح والمشورة في الكثير من القضايا وهو الذي قال: “أن الرجل العاقل هو الذي يستمع للنصائح.. أما الأسلحة فتوجد في كل مكان”، كما تم استحضار المكانة التي تتميز بها بلادنا كمنصة للعديد من الملتقيات القارية والعالمية والتي تهم قضايا السلم والسلام والقضايا الإنسانية الآنية، كما أكد في كلمته على السعادة الغامرة على قلوب الجميع بالزيارة الوفد الى عاصمة الأقاليم الجنوبية بالمغرب وهي عيون الساقية الحمراء، موازاة برقصات فلكلورية حسانية وحفل شاي بالعادات والتقاليد الصحراوية حيث ألقت استحسان من طرف الضيوف ، كما تم تحضير وجبة العشاء على شرف الضيوف الدين عبروا على مدى روعة المأكولات الصحراوية.

و في اليوم الموالي وبعد جولة بمدينة العيون تمت زيارة مدينة المرسى (ميناء العيون) حيث تم استقبال الوفد من طرف السلطات المحلية وممثلي المجلس البلدي للمرسى و أفراد من المجتمع المدني للمرسى، حيث قام الجميع بجولة بمتحف التراث الحساني بالمدينة المرسى حيث قامت خلالها السيدة دادا منت اخوالها رئيسة جمعية متحف التراث الصحراء و إحدى منظمات هذا الملتقى بإطلاع الوفد على محتويات المعرض التراثي وتقديم شروحات حوله.
بعد ذلك تم تنظيم ندوة علمية حول السلم و السلام تحت عنوان « السلم و التسامح» تحت شعار «لا للعنف نعم للسلام» شارك فيها بالإضافة للأستاذ محمد عالي أحسينة ، السيد خوسي مينيوس رئيس جمعية تلاقح الثقافات بمدريد والسيد رفائيل ديلا روبيا رئيس قافلة السلام عبر العالم و السيدة سونيا بيني كراس باس فيدرالية عالم بدون حروب بالإكوادور، وتم تأطيرها من طرف كل من الأستاذ أحسينة و الفنان التشكيلي محمد الصياد.

تم خلال هذه الندوة، بعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم والاستماع للنشيد الوطني، افتتاح الندوة بمداخلة الأستاذ محمد عالي احسينة الذي تحدث عن الأمن والاستقرار كحق من الحقوق الفردية و الجماعية التي ينبغي صيانتها والدفاع عنها عبر الآليات والهيئات الدولية وعبر تدعيم و تقوية الديمقراطية في مناطق النزاعات، وصرح أن أول الحقوق الإنسانية هو الأمن و السلام و في غيابهما تغيب كل الحقوق ويتخلى الأفراد عن كل شيء حتى اوطانهم ليجدوا أنفسهم لاجئين جماعيين او فرادى، كما قال ان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لا تقل أهمية عن حقي الأمن و الاستقرار وصونهما مسؤولية دولية وأممية و الانخراط في ذلك واجب كل دول في العالم. وأشاد الأستاذ محمد عالي بدور المملكة المغربية في نشر هذا التوجه نحو السلم والسلام والا للعنف وتشجيع حوار الأديان والثقافات، وما زيارة قداسة البابا فرانسيس، 30 و 31 مارس 2019 للمغرب إلى تأكيدا لمكانة المغرب في هذا الباب والذي عرف عبر التاريخه العريق بالتعامل الجيد والنظرة المتسامحة مع كافة الطوائف الدينية، و مما يؤكد ذلك الرسالة التي عبر تاريخه الطويل بالتعامل الجيد والنظرة المتسامحة مع كافة الطوائف الدينية، وتحدث الأستاذ عن دور المغرب في دعم السلام و الإستقرار في العديد من البلدان التي تعرف نزاعات وضحى خلالها من دماء أبنائه في بعثات حفظ السلام، و أشاد بالتدبير الحكيم والرزين للمملكة المغربية مع الدول المجاورة في كل القضايا المشتركة والأزمات التي يتم افتعالها و تغليبه المستمر للغة الحوار ولا للعنف واستثمار مكانته الدولية في حل الخلافات أو عبر الآليات الدولية الأممية،. وأشاد الأستاذ أحسينة بمناخ الامن و الاستقرار الذي تنعم به الاقاليم الجنوبية للمملكة المغربية والتطور التنموي الذي شهدته منذ استرجاعها.. دعم و تثمين الثقافة الحسانية وأنشاء قطب إعلامي عمومي يعني بالصحراويين والثقافة الحسانية و دعم حقوق الإنسان بإنشاء لجنتين جهويتين لحقوق الانسان و دعم الديمقراطية المحلية من خلال انتخابات نزيهة يشارك فيها الصحراويون ويختارون من بينهم من يدبر شؤونهم، ليتوج كل هذا بالنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي أشرف على انطاقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده سنة 2015، و يتعزز بمشاركة منتخبي الصحراء في كل كبيرة و صغيرة تخص المنطقة، مؤكدا ان لا شراكة سياسية او اقتصادية إلا باحترام الوحدة الترابية للمملكة المغربية.

اما مداخلة السيد خوسي مينيوس فقد تناولت أهداف القافلة العالمية للسلم والسلام واجواء الأستقبال التي عرفتها مسيرتهم في كل المدن التي زارتها بالمغرب واعرب عن سعادته بثقافة التسامح التي يتمتع بها المغرب و قال مندهش للدور الذي تقوم به المرأة في المجتمع المدني من خلال ما شهده في المدن المغربية التي زارتها القافلة وخصوصا في المدن الجنوبية من خلال رئيسات الجمعيات المنظمات لملتقى العيون للسلم والتسامح، مذكرا ان من انواع العنف الذي تتعرض لها النساء معتبرا الطلاق نوع من انواع العنف اللامادي، وانه على النساء النضال من أجل الحصول على المكانة التي يستحقونها في المجتمع، ومعتبرا أن القوانين وحدها لا تكفي، بل الواجب النضال من تغيير العقليات داخل المجتمع و توجيهه نحو ثقافة المناصفة، و قال انه إذا كان ما لاحظت من قيادة نسائية للمجتمع المدني يجب ان ينعكس عليها في مناصب المسئولية الرسمية.اما السيدة سونيا بيني كراس باس فقد تحدث خلال مداخلتها دور المجتمع المدني في نشر ثقافة السلم و السلام واعتبرت أن السلام لا يصنع بمعزل عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية و أن البطالة و عدم تكافؤ الفرص وقمع الحرية و تبخيس الأبداع، كل هذا يعد من اشكال العنف. أما السيد رفائيل ديلا روبيا فقد تحدث على اهداف قافلة السلام العالمية و تطرق لعدة قصايا دولية كالمجهودات الدولية من اجل حظر التسلح النووي وأزمات دولية كأزمة الكوريتين و أزمة الهجرة من السالفادور إلى الهوندراس نتيجة الفقر وعنف العصابات، و تطرق إلى مثال جدار برلين الذي فرق سابقا الالمانيتين و مشكل كشمير الذي لازال مصدر توتر دائم بين الهند و الباكستانن وقال أن زيارتهم للعيون خلال القافلة العالمية للسلام يندرج في دعوة المجتمع الدولي من اجل حل النزاعات عبر الحوار و نبذ كل اشكال العنف و تقوية السلام.

وفي نهاية الندوة تم توزيع شواهد تقديرية على المشاركين في الملتقى و نتظيم حفلة فنية على شرف المشاركين. ونشير الى أن هذا الملتقى حظية بتغطية إعلامية من قناة العيون الجهوية ومشاركة مواقع إلكترونية وطنية و دولية . ليقوم الوفد بعد ذلك بزيارة بعض المرافق الإقتصادية بمدينة المرسى ( ميناء العيون). ثم العودة للعيون.

اترك رد