حوار الزهور

بقلم: نجية الشياظمي

كانت يانعة جميلة الاخضرار و ورودها زاهية الألوان ، في إصيص مزين بألوان قوس قزح.
نظرت إلى مثيلتها من البلاستيك في تلك الزاوية المهملة من البيت ، كانت عليها طبقة من الغبار الكثيف و أصبح شكلها بشعا لدرجة لا تحتمل .
خاطبتها قائلة:
*لقد حان وقت رحيلك من البيت ، كيف تودين تقليدي ، فأنت مجرد زهرة ميتة لا حياة فيها و لا لون و لا رائحة رغم أنك تبهرين الناس في البداية .
*بل أنا من له البقاء و الخلود ، فأنا لا أكلف أهل البيت شيئا ، لا عناية و لا سقي و لا شمس و لا تسميد و لا أي شيء !
*ردت عليها مستغربة : و هل هذا مدعاة للسعادة ؟ أنت فعلا غبية ، منذ متى كان الإهمال تعبيرا عن القيمة ؟ إنهم يبتاعونك حينا يتعذر عليهم الحصول علي !
ردت عليها :
*لكنهم يفضلونني عليك ، فأنا من يدوم ، و لا يبالي بجفاف و لا بحرٍّ ، بشمس و لا بظل ، أعيش معهم للأبد !
*بل أنا الحياة ، أنا الفرح و الطاقة الإيجابية ، اغمرهم بالاوكسيجين ، بالجمال ، أريح نفسياتهم ، أزرع فيهم الهدوء و السكينة و التفاؤل ، أنت ميتة حتى و لو كان شكلك يشبهني ، لا يمكنك أن تعوضينني أبدا ، في النهاية سيرمون بك بعيدا ، ليجلبوني إلى بيوتهم ، فأنا من يسمع همسهم ، و يحس بلمساتهم ، و يرد عليهم بأكثر من ذلك .
دخلت صاحبة البيت بسرعة و وضعت الزهرة البلاستيكية في كيس كبير كي تتخلص منها ، ثم وضعت مكانها تلك اليانعة الجذابة بعد أن نظفت المكان من بقايا الغبار العالق بالمكان .
*نظرت إليها مبتسمة : ألم أقل لك و أخبرك بنهايتك؟
وداعا أيتها المتنكرة ، عودي من حيث أتيت ، و يوما ما لن يبقى لك وجود بيننا .

اترك رد