شأن الكلمة

بقلم: نور الدين ودي 

إنّ الكلمة الطيّبة تعكس تربية صاحبها وثقافته وأخلاقه ، وكلّما ارتقى الإنسان في العلم والمعرفة ارتقى قاموسه الأخلاقي، وازدادت لديه مهارة القدرة على اختيار الكلمات المناسبة في المكان المناسب واللائق ، وللكلام الطيّب اثر على النّاس ونتائجه ، بل إنّ صاحب الكلمة الليّنة الطيّبة يجمع حوله الكثير من الإخوة والأصدقاء والأحباب ، ويرغب في قربه كافة الناس ، كونه مصدراً للخير والتفاؤل ، وبعيداً كل البعد على البغض والمشاكل والخلافات .
تُساعد هذه الكلمة الطيبة على أدب الحوار والإقناع ، وتزيد من تقبل الآخرين لأيّ أمر ، وتعزز من الألفة ويقلّل من الجدال والخصومات ، كما تعكس صورة رائعة عن الشخص ، وعن خلقه ودينه وهياءته وبلده ، وتنشر مشاعر الألفة بين القلوب الغريبة والأجنبية ، وتبعث طمأنينة في قلوب الأشخاص الّذين نحبهم او يشعرون بغربة اتجاهنا ، تحوّل العدو إلى صديق ، والخصام إلى صلح ، والحرب إلى سلم ، والحزن إلى فرح ، والكآبة إلى بهجة …
وتُثمر ثواباً وأجراً للأشخاص لا ينساه الله سبحانه ، ويجزيهم به كل خير ، وتندرج تحت خانة الأعمال المأجورة والصالحة . ويمكن بهذا النوع من الكلمات التسويق لمنتوجك في الأمر بالمعروف والنهي على المنكر ، ونشر الخير بكل سلام ومحبة واطمئنان ، وتقديم النّصيحة بدون أذى أو فضيحة او جرح في المشاعر . إنّ الكلمة الطيّبة يُرد عليها بكلمة طيبة مثلها في الوضع الطبيعي، ممّا ينشر الود والاحترام بين كافة أفراد المجتمع ، وينتقل هذا النوع من أدب الحديث بين الناس، وينتج عنه مؤسسات ومجتمعات حضاريّة راقية وخالية من المشاحنات والتعصب والعدوانية…

اترك رد