لماذا الإبقاء على بنموسى سفيرا في فرنسا

بالواضح

إن إبقاء السيد شكيب بن موسى على رأس السفارة المغربية بباريس هو إشارة على قوة الرجل فرنسيا حيث لم تُغتنَم الفرصة لاستبداله على إثر الحركة الديبلوماسية الواسعة التي همت العديد من السفارات المغربية لدى الكثير من الدول، كما أن جمعه لمهمّتين في آن واحد أمر يرفضه العام والخاص بالنظر إلى الوعي الكبير الذي أصبح عليه المواطن المغربي، كما أن تولي مهمة رئاسة اللجنة الخاصة المكلفة بصياغة النموذج التنموي يجب أن يكون صاحبها متفرغا، باعتبارها ستحدد معالم مستقبل المغرب على جميع المجالات وباعتبارها ورشا يهم كل المغاربة بمختلف شرائحهم وفئاتهم العمرية، ويعوَّل عليه في إحداث نقلة نوعية على مستوى المعيش اليومي للمواطن والمشاريع الكبرى للبلد وكذا التوجهات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للوطن.

إن زلّة الرجل كانت كافية لإبعاده من النشاط الديبلوماسي، خاصة أن تغريدة السيدة السفيرة الفرنسية كانت واضحة وضوح الشمس، بل كان وضوحها لا غبار عليه؛ فعوض أن يلوذ الرجل بالصمت أو يعتذر، راح يبرر ما لا تبرير له، بل كذّب السفيرة الفرنسية، لنصبح بعد ذلك أمام قولين متضاربين ومتناقضين من حيث المعنى والمبنى، والغريب في الأمر، أن كلا من الخارجية في فرنسا والمغرب لم تصحح المسار جريا على العادة الديبلوماسية في مثل هذه المواقف، حتى يتبين الرأي العام في فرنسا والمغرب حقيقة ما جرى بين السفيرين.

إن السيد شكيب بن موسى وهو يحمل الجنسية الفرنسية، ألم يكن بالإمكان تعيينه سفيرا في دولة أخرى تجنبا لهذه المطبات الديبلوماسية التي جعلت من الرجل سفيرا في بلده ممثلا لدولته؛ إنه خلط ديبلوماسي يطرح أكثر من استفهام حول ولائه الكلي للوطن الأم. إننا لا نشكك في مغربيته ولا في وطنيته، لكن شكل الأمور كما هي متعارف عليها كونيا تجعلنا في موقع سليم لمشروعية أسئلتنا التي تستمد واقعيتها من الجانب العاطفي الذي يتحكم فينا نحن البشر استجابة لرغبات ميولاتنا الداخلية.

إن واقعة السيد شكيب بن موسى لاشك أنها سترخي بظلالها على من يبادرون ويقترحون في المناصب العليا والسامية، استخلاصا للدروس والعبر حتى يتم الأخذ بعين الاعتبار والجدية لراي المواطن الذي أصبح مشاركا بفعل تفاعله على مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام البديل الذي اصبح منصة كبرى للسان هذا المواطن في تصريف مواقفه أمام الغياب الكلي للمؤسسات الوسيطة التي تتصدرها الأحزاب والتي يبدو أنها قدمت استقالتها من تمثيل المواطن على مستوى الرأي والطموح والحلم.

اترك رد