محمد مهيدية.. الوجه الآخر لرجل السلطة بالمغرب

بالواضح - مصطفى شكري

استطاع والي جهة طنجة تطوان الحسيمة محمد مهيدية أن يبصم على مسار مهني متميز رغم ثقل المسؤوليات المنوطة به، وصار اليوم أشهر من نار على علم بفعل اختلاف مقاربته لعدد مم الملفات والقضايا مقارنة مع عديد من رجال السلطة من عمال وولاة الذين تراكمت بشأنهم الشكاوى والتظلمات.

إن ما يعيشه بلدنا من أوضاع صعبة في ظل استمرار وباء كورونا، خصوصا في الجهات والمدن الكبرى التي تعرف نشاطا اقتصاديا وسياحيا كبيرا، كجهة طنجة تطوان الحسيمة، كان يتطلب وجود شخصية ادارية متمرسة من طينة محمد مهيدية لإدارة المرحلة بأقل الاضرار الممكنة وتجاوز ذروة الوباء بسلام.

لسنا في معرض كيل المديح لهذا الرجل فمساره المهني الطويل يغنينا عن ذلك، ولكن الغاية من هذه المقالة شحذ ههم باقي رجال السلطة في كل جهات المملكة للاقتداء به و الاستفادة من تجربته، وتجاوز المفهوم القديم للسلطة..

إن للولاة والعمال أدوار و مسؤوليات كالجبال ولا يجب الاكتفاء بالتطبيق الحرفي للصلاحيات والقوانين، بقدر ما يجب الالتفات الى جوهر هذه المسؤوليات و الاجتهاد في إعمال الصلاحيات على النحو الذي يخدم قيم المواطنة الحقة و يسترجع ثقة المواطن في الادارة ورجالاتها.

فما هو السر في اختلاف محمد مهيدية عن ولاة باقي جهات المغرب الاثنى عشر.. !! و ما الشيء الذي يجعله قادرا على مباشرة الملفات الحارقة بقفازات من حرير وعبور المحن بنجاح كبير.. !!؟

هذا ما سنحاول الاجابة عنه في مقالنا القادم بحول الله، وإلى ذلك الحين نترككم مع هذه اللمحة الموجزة عن مسار محمد مهيدية:

من مواليد 8 أكتوبر 1954 بسيدي قاسم، متزوج وله ثلاثة أبناء، وهو حاصل على وسام العرش من درجة فارس.

حاصل على دبلوم مهندس دولة من المدرسة الوطنية العليا للمعادن لـ’دووي’ بفرنسا سنة 1981، ودبلوم المعهد العالي للإسمنت المسلح بمرسيليا سنة 1982.

بدأ مهيدية مساره الإداري بوزارة التجهيز، حيث تولى عدة مسؤوليات، كمهام مدير إقليمي للأشغال العمومية بإقليم أزيلال (1987-1993)، ومهام رئيس قسم بمديرية الطرق والسير على الطرقات ابتداء من سنة 1993، قبل أن يتولى، ابتداء من سنة 1996، مهام مدير شركة تهيئة سلا ـالجديدة.

حظي محمـد مهيدية بثقة الملك محمد السادس فعينه عاملا على عمالة الصخيرات -تمارة بتاريخ 11 دجنبر 2002. ولقد جدد الملك ثقته في شخص محمـد مهيدية، فعينه واليا لجهة تازة -الحسيمة -تاونات وعاملا على إقليم الحسيمة في 08 أبريل 2007، ثم واليا لجهة مراكش -تانسيفت -الحوز وعاملا على عمالة مراكش في فاتح مارس 2010، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى أن حظي مجددا بالثقة المولوية السامية، فعينه جلالته واليا للجهة الشرقية وعاملا على عمالة وجدة -أنجاد بتاريخ 10 ماي 2012.

وعلى إثر دخول التقسيم الإداري الجديد للمملكة حيز التنفيذ، تفضل المٓلك محمد وجدد ثقته في الوالي محمد مهيدية، حيث عينه واليا لجهة الشرق وعاملا على عمالة وجدة -أنجاد بتاريخ 13 أكتوبر 2015، ثم واليا لجهة الرباط -سلا -القنيطرة، وعاملا على عمالة الرباط ابتداء من 25 يونيو 2017، فواليا على جهة طنجة -تطوان -الحسيمة وعاملا على عمالة طنجة -أصيلة ابتداء من 07 فبراير 2019.

عُرف مهيدية بتواصله السلس والمرن مع ساكنة أقاليم الريف، خلال تنصيبه عاملاً على إقليم الحسيمة، حيث يحتفظ له رؤساء الجماعات والساكنة بذكريات حسنة منذ 2007. بالجهة الشرقية، حيث بصم الوالي ‘مهيدية’ على فترة حافلة، بوقوفه وإشرافه الشخصي على نجاح عشرات المشاريع التي حولت مدينة وجدة الى حاضرة الشرق انطلاقاً من عام 2012، ما دفع بعشرات المواطنين بينهم جمعويين الى البكاء خلال تنقيل الوالي ‘مهيدية’ وتعيينه والياً بالرباط.

اترك رد