من كان منكم بلا خطيئة فليرمها اولا بحجر

بقلم: أحمد عنج

لنقاش فكرة: ونسائل أنفسنا اي مجتمع نحن؟ مجتمع يترصد الخطأ و الزلة ومخالفة القيم لينزل بسياطه ويجلد عرض وسمعة أفراده المخطئين بوحشية مقيتة، بلا رحمة ولا هوادة والمؤسف ان بعض المهاجمين ملآ بالأخطاء ،ليسوا منزهين او مثاليين . فكل بني آدم مجبولون على الخطأ وكل فرد يلتمس الاعذار لأخطائه، و يمطط السياط لجلد كل من اخطأ من دونه.
طبعا هناك افعال نكرهها، ننكرها، لا لمعاقبة الناس فكما يقول المثل لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة، نمقتها لتفاديها وعدم اتيانها حتى لا تكرس كبديهية وسط السلوك الأخلاقي العام للمجتمع وفق أحكامه وضميره، لانها تخالف منطق القيم او الذوق العام والشرائع الدينية والاعراف المدنية. وحتى لا يصاب أفراده بنفس اللعنة.
لكن في الوقت نفسه يجب ان لا ننصب أنفسنا قضاة نحاكم ونقتص من المخطئ ونمثل دور المثاليين وكل واحد يعتقد بقداسة معتقده وسلامة منهجه وما هذه الا صورة من صور الغوغائية، ومن اهم ملامحها مقت الفعل والتنديد والتشهير بصاحبه ونهش عرضه بل اكثر من ذلك فإن الألسنة تطول حتى الاقارب.
فهذه التصرفات علة تعتري المجتمع، وتجعله غير قادر على التعبير بكل صراحة عما في يدور في داخله من اعطاب واسبابها وما لها من دوافع، ويسلبه القدرة على والتواصل بمنطقة الحق والعدل، و يقتل كل أسلوب يمكن أن يعبر عن حقيقته وماهيته، وبعبارة أكثر وضوحا انه النفاق الاجتماعي هو حالة تمظهر لواقع وحقيقة معينة مغيبة واقعيا وحاضر في وعي الفرد دون شعوره وإلتفاته إليها.
ولنتسائل أليس المجتمع هو المخطأ الحقيقي؟ فمن اذن يصنع المخطئين ومن يخالط المخطئين ومن يمشي في صف المخطئين حتى اذا ما تجلى خطأهم انصرف عنهم بل حشد عزيمته لجلدهم ثم يعود لديدنه. انه قمة الحياء الحربائي يتشخص في داعية نبيل وخطيب واعظ نمودج الشخص الكامل من جميع الفضائل والتارك لجميع الردائل. واختم بقول رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ، في حديثه الشريف “من كان يومن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت”.

اترك رد