يرحل أهل الفن.. ويبقى أهل العفن

بقلم: محمد خكلي

رحل عنا – وعلى حين غفلةٍ منا وفي صمت – أحد أساطير الأغنية المغربية الملتزمة ” الأستاذ فتح الله المغاري”؛ صاحب “الله على راحة الله” و”رجال الله” و”محال ينساك البال”..
رحلَ عنَّا في لحظة نزول فيلم “جرادة مالحة” لصاحبه إدريس الروخ؛ وكأن القدر يريد أن يرسل لنا رسالة مفادها: -إن لَم تستغيثوا فنكم الراقي؛ فسيغزوا فنَّهم الهابط” وٱنذاك لَن يبقَ لنا حق الجلوس أمام شاشتنا وسينمانا المغربية..!!!!
لقد تجاوز مُخرجونا المعاصرون كل أدبيات واحترام الخصوصية المغربية؛ كبلدٍ دستوره يُقرُّ بإسلامية الدولة؛ بينما تونس وغيرها من الدول العربية؛ إستعصى عليها إثبات ذلك في دستورها.. ليَخرُجَ علينا بين الفينة والأخرى هؤلاء بعناوين سينمائية ما أنزل الله بها من سلطان..
فبعد أفلام (كازا نيكَرا) للخماري؛ و(الزين اللي فيك) لعيوش؛ و”زنقة كونطاكت” للعراقي و(الإخوان) لطاليس ومَن معه؛ يخرج علينا مخرجهم المتعدد المواهب؛ واللِّي كَيدير كُلشي – ممثل..مخرج..منتج..عضو مهرجان مكناس للدراما التلفزية….-بفيلمٍ أقل مايقال عنه “قَلَّة الحيا”..
ففي الوقت الذي تُبدع فيه السينما العربية والدولية في تطوير التصوير وتقنياته؛ واعتماد التكنولوجيا وجعلها أساسية في صناعة السينما؛ يخرجُ علينا “الروخ” الحداثي بمشاهدَ قد لاتجدها إلا في الأفلام “البورنوغرافية”..
ضارباً بذلك كل التقدير للمواطن المغربي المحافظ؛ وهو الذي إدَّعى أكثر من مرة في حواراته التلفزية والإذاعية أن أعماله تلامس الواقع المعيش..!!!!
رحم الله السي عبد الرحمن التازي؛ ومحمد عصفور؛وعبداللطيف هلال؛ وعبدالجبار الوزير..وغيرهم..
وحفظ السي محمد عسولي؛ ورشيد الوالي؛ وفاطمة بوبكدي.. وغيرهم كثير مِمَّن لَم يُعمهم المال عن تقديم أعمال لا تتماشى وواقعنا المعيش..

اترك رد