إذا الشعب يوما

بقلم: مسرور المراكشي

لقد أطلق الشاعر الثائر الشابي نداء لكل الشعوب المقهورة كي تنزل إلى الميدان وتقول كلمتها في وجه الطغاة ولطالما رددت الجماهير المنتفضة ضد القهر و الإستعباد أبيات من قصيدة الشاعر التونسي الثائر والتي في مطلعها “إذا الشعب يوما أراد الحياة….فلابد أن يستجيب القدر…” وهذا البيت بالضبط تعشقه الجماهير ولقد لبت النداء بالأمس جماهير نابلس في الضفة الغربية المحتلة و خرجت عن بكرة أبيها ترجم شيطان التنسيق الأمني “المقدس” وتعلن براءتها من توجه سلطة تنسيق أوسلو المتصهينة والقشة التي قصمت ظهر البعير هي اعتقال السلطة للمطارد والمطلوب الأول لجيش الإحتلال محمد اشتية و رفيقه وهما من حركة المقاومة حماس لقد حاول جيش الإحتلال اعتقال الشتية لكن كان الفشل حليفه في كل مرة إلى أن اتخذت سلطة التنسيق المبادرة و نصبت كمين ” محكم ” للمطلوب الأول لجيش الإحتلال و نجحت في المهمة ويا له من ” نجاح ” مشرف و وسام خزي و عار على صدر صاحب المتراس لكن هذه المرة الجماهير لم تترك لزعيم التنسيق الأمني فرصة تذوق طعم النجاح و تلقي التبريكات و التهاني من أسياده بل نزلت على الفور لساحة الشهداء وسط نابلس لتلقن درسا قاسيا لسلطة أوسلو فكان المشهد شبيه بمواجهة الإحتلال فهناك إطارات مشتعلة و طوفان من الحجارة تنهمر على عربات الشرطة المصفحة وتحدث صوتا كأنها سمفونية تعزفها سواعد الشباب الفلسطيني وأنا متأكد أن سلطة تنسيق أوسلو ستقراء جيدا نقش الحجارة على عرباتها المصفحة لأنها رسالة الشعب الفلسطيني الغير مشفرة و الواضحة تقول : ” الشعب مل من تنسيقكم” و المتتبع لقنوات العدو يلاحظ مدى هلع الصهاينة من فقدانهم لحليف وثيق وان لا محالة من التدخل المباشر لجيش الإحتلال و مواجهة الشعب الفلسطيني في انتفاضة غير مسبوقة لأنها لن تقتصر هذه المرة على الإطارات المشتعلة و الحجارة و زجاجات المولوتوف بل قد تكون مسلحة وهذا ماكان يخشاه جيش الإحتلال وإذا حاصر الشعب سلطة التنسيق الأمني وقام بشل حركتها فقد يفقد جيش الإحتلال عنصر قوة مهم إنهم المخبرين المندسين وسط الشعب مما يجعل المعركة هذه المرة أصعب لهذا فالآيام المقبلة ستكون جد عسيرة على الإحتلال و مخبريه من سلطة اوسلو… ومن الآن أبشركم إذا استمر هذا التصعيد و اشتعلت الضفة أنكم سترون لأول مرة وجه ” حنظلة ” مقبلا غير مدبر مستبشرا ضاحكا رافعا شارة النصر باليمنى و البندقية باليسرى… تصبحون على وطن.

اترك رد