إصدار رواية حقيقية عن “ترجمان ملك” سَعَى للتقريب بين المسلمين والنصارى بالاندلس

بالواضح

“ترجمان ملك” رواية تقوم على أحداث حقيقية أصدرها الروائي مراد زروق، حيث أحداثها أساسا تدور حول هذ الترجمان الذي كان يسعى بطرق شتى إلى التقريب بين المسلمين والنصارى بالأندلس.

وتعود فصول هذه الاحداث بين سقوط غرناطة سنة 1492 وطرد المورسكيين انطلاقا من سنة 1609 حيث ظهر في غرناطة ترجمان وطبيب مورسكي اسمه ألونسو ديل كاستيو أو ألونسو الغرناطي. نال الرجل ثقة مستشارية غرناطة والكنيسة والبلاط واشتغل أيضا تحت إمرة محاكم التفتيش. دفعت عنه حنكته وتفانيه في العمل والولاء الذي أظهره للملك كل الشكوك التي كانت تحوم حول إمكانية بقائه على الإسلام سرا. بعد أن شارك في حرب البشرات بقلمه، مترجما ومثبطا لهمم من رفع السلاح من المورسكيين ضد جيوش فليبي الثاني، لم تعد ترقى إليه الشكوك. دخل بلاط مدريد من أوسع أبوابه وأبلى البلاء الحسن فيما كُلف به من ترجمات. لكن بعد أن أصدر الملك المرسوم الذي ضيق على المورسكيين في لغتهم وعاداتهم قرر أن يقرب المسيحية من الإسلام وأن يقنع أسياد الأندلس الجدد أن العربية لغة من لغات النصرانية، فوضع مع جماعة من المورسكيين قرطاس المئذنة القديمة وكتب الرصاص. لبلوغ هدفه، اختار ألونسو تلميذين من تلامذة يعقوب بن زبدي الحواري، سيسيليو وتسيفون وكانا من عرب حران، ليضع هو ومن معه الرق والكتب المزورة. ظهر فجأة القديس يوحنا المعمدان في مئذنة المسجد الجامع الذي أصبح كاتدرائية. وبعد بضع سنين ظهرت كتب الرصاص على مراحل في خندق الجنة الذي أصبح يعرف منذ تلك الاكتشافات بالجبل المقدس. جاء على لسان ألونسو في الرواية: ” لقد وضعنا ما وضعنا لنرفع قدر العربية حتى ينظر إليها أنها لغة من لغات الوحي في النصرانية ولم نذخر جهدا لنجعل الرب عند النصارى لا يكاد يختلف عن الإله عند المسلمين. كلما اقتربنا بلغتنا وديننا مما يعتقده النصارى القدامى في هذه البلاد كلما تبدد اختلافنا عنهم وعشنا بينهم في أمن وسلام، لكن ما دمنا لا نسطيع الاقتراب سنسحبهم إلى ساحتنا سحبا.”

لم تغير خطة ألونسو ومن معه مجرى التاريخ، لأن المورسكيين طردوا في آخر المطاف، لكنه أشرف على إحدى أكبر عمليات التزوير التي عرفتها الكنيسة الكاثوليكية.

اترك رد