مما لا يغيب عن متتبع أومراقب ما يجمع الملك محمد السادس وأخيه سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان من علاقات مودة وأخوة متوارثة من عهود سابقة لأسلافهم ملوك البلدين الشقيقين، فكان إذن لهذه العلاقات أن تشهد تقدما مطردا انعكس على مجالات عدة يضيق السياق عن حصرها، ومن تجليات هذه الأخوة المتبادلة بين قيادات البلدين، تلكم المبادرة التي اتخذها ولي العهد السعودي ابن سلمان في وساطته لاطلاق سراح المعتقل المغربي ابراهيم سعدون في منطقة دونستك الإدارية بأوكرانيا، من قبل القوات الانفصالية الأوكرانية الموالية لروسيا.
إن علاقة الأخوة التي تجمع بين شخصَي الملك محمد السادس وابن سلمان، مهدت الطريق بسلاسة نحو سلك الأخير لهذه المبادرة والتي لم تكن إلا عربون وفاء وتقدير خاص يكنه الأخير لشخص ملك المغرب الذي لطالما أظهر في مناسبات عدة تضامنه السخي مع المملكة العربية السعودية في أحلك الظروف كما في رخائها، والتي يضيق الحديث أيضا عن سردها أو حصرها.
إن العلاقات الأخوة والتضامن المغربي السعودي في ظل قيادة البلدين لتعطي المثل الصادق في قيم المحبة والاخاء.
إن هذه المبادرة السعودية لتشكل تكاملا عربيا عربيا في لعب أدوار متبادلة، فإذا كانت وساطة اليوم من قبل السعودية في هذا الملف المتسم بتعقيدات إقليمية متشعبة فإن الخطوات المغربية كانت ولا تزال قائمة وإن في سياقات مختلفة، فلتحيا ولتدم الأخوة المغربية السعودية تحت قيادة البلدين للملك محمد السادس وشقيقه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ابن سلمان.