بالواضح – نور الدين اللوزي/ الدار البيضاء
نظمت جمعية روابط – فرع سيدي مومن، بشراكة مع رابطة جمعيات سيدي مومن، يوم السبت 11 أكتوبر 2025، بمركز منتدى الجمعيات بسيدي مومن، النسخة الثانية من اللقاء الثقافي “ساعة مع مبدع”.
وتأتي هذه المبادرة الأدبية في إطار تعزيز ثقافة الاعتراف والاعتزاز بالمبدعين المغاربة في مختلف مشارف الأدب، حيث استضافت هذه الدورة الشاعر محمد اللغافي، أحد أبرز الشعراء العصاميين المنحدرين من سيدي مومن.
وقد تخلل اللقاء حوار مفتوح مع المحتفى به حول تجربته الإبداعية بين إكراهات الواقع ومسار تحقيق الذات، مسلطًا الضوء على المفارقات القائمة بين الاستمرارية في الكتابة والإحباط الذي يعيشه المبدع في ظل غياب التأطير الثقافي والفكري داخل المجتمع.
وسرد الشاعر اللغافي جانبًا من تجربته في الكتابة الشعرية، متحدثًا عن مسار تطور الفكرة إلى النص، وعن بحثه الدائم عن النضج الإبداعي الذي يراه رهينًا بالاستمرارية والمثابرة. كما تفاعل مع أسئلة الحضور، متوقفًا عند العلاقة بين الشاعر وصفته الإنسانية، وبين الكتابة كحالة وجدانية وفكرية.
وفي مداخلته، أكد زكرياء جايب، منسق المبادرة، على أهمية ترسيخ الفعل الثقافي داخل النسيج المجتمعي رغم كل الإكراهات، معتبرًا أن الثقافة المغربية اليوم تمثل “آلية دفاعية عن مقومات المجتمع وهويته في ظل التحولات الكونية المتسارعة”.
من جهته، أبرز عبد العزيز الحلو، المسؤول الثقافي بالجمعية، أهمية تجربة الشاعر محمد اللغافي باعتبارها نموذجًا للإبداع العصامي الذي انطلق من الهامش ليصنع لنفسه مكانة على المستويين الوطني والدولي، مشيرًا إلى أن تجربته تعد مرجعًا في التحدي والمثابرة.
وقُدمت شهادات صادقة في حق المحتفى به تقديرًا لمسيرته وإسهاماته في المشهد الأدبي المغربي، كما جرى تسليمه درع التكريم وشهادة تقدير واعتزاز، اعترافًا بمساره الإبداعي وبجهوده في خدمة الأدب والشعر.
يأتي لقاء “ساعة مع مبدع” في إطار الأنشطة الثقافية التي دأبت جمعية روابط على تنظيمها لتقريب الجمهور من التجارب الإبداعية المغربية، وتثمين المبدعين الذين انطلقوا من أحياء الهامش نحو فضاءات الاعتراف الأدبي. ويُنتظر أن تواصل الجمعية تنظيم نسخ جديدة من هذه المبادرة احتفاءً بأسماء أدبية أخرى بصمت المشهد الثقافي المحلي والوطني.