شهدت مخيمات تندوف ليلة أمس حادثًا جديدًا يعكس تدهور الوضع الأمني واتساع رقعة الانفلات داخل المخيمات التي تخضع لسيطرة ميليشيات “البوليساريو”، حيث تحولت محاولة سطو مسلح إلى مواجهة دامية خارج مخيم العيون، على مستوى المدارة الطرقية المعروفة بـ“رومبة طريق أوسرد”.
وحسب معطيات ميدانية، فإن سائقًا قادمًا من ولاية تندوف، وأكبر سنًا من مهاجميه، كان يقود سيارته عندما طلب منه شابان في مقتبل العمر توصيلة، فتوقف واستقلهما. وبعد مسافة قصيرة لا تتجاوز كيلومترًا واحدًا، فوجئ بمحاولة الاعتداء عليه من طرف الشابين اللذين أشهرا في وجهه سكاكين محاولين طعنه وسرقة سيارته بالقوة.
وأفادت المصادر ذاتها أن الضحية، الذي يتمتع ببنية جسدية قوية، تمكن من الدفاع عن نفسه رغم إصابته، ونجح في صدّ الهجوم، ما أسفر عن إصابة أحد المهاجمين المدعو “لحبيب” بجروح خطيرة على مستوى العنق، فيما لقي الثاني، ويدعى “محمد سالم حمدن ولد سيدي عبد الله”، حتفه صباح اليوم بمستشفى تندوف بعد إصابته بطعنة قاتلة على مستوى القلب.

وتسلط هذه الواقعة الضوء على تصاعد حوادث العنف والجريمة داخل المخيمات وفي محيطها، خاصة في ظل غياب سلطة فعلية وقدرة تنظيمية لدى قيادة “البوليساريو” على ضبط الأمن أو حماية القاطنين. كما أن تورط قاصرين في هذا الحادث – أحدهما من مواليد 2006 والآخر من مواليد 2007 – يكشف عمق الأزمة الاجتماعية والانفلات التربوي الذي يعيشه الجيل الناشئ داخل هذه المخيمات المعزولة.
ويرى متابعون أن تكرار حوادث السطو واعتراض السبيل باستعمال السلاح الأبيض يعكس هشاشة الوضع الأمني، وغياب الردع أو تدخل جدي من طرف الميليشيات الانفصالية، التي تكتفي بالصمت أو بالتغطية على هذه الأفعال. وهو ما يجعل من مخيمات تندوف منطقة خارجة عن القانون، يعيش سكانها في ظل فراغ أمني متزايد، يعمّق معاناتهم اليومية ويهدد استقرارهم وسلامتهم الجسدية.