الدهاء الدبلوماسي والذكاء السياسي الأمريكي في مواجهة الغباء الإعلامي المخزني للجزائر..

بالواضح – عبداللطيف أبوربيعة

..لا يكاد يفوت الإعلام المخزني التابع للنظام العسكري الجزائري العاجز مناسبة زيارة مسؤول أوروبي أو أمريكي للجزائر دون محاولة النيل من الوحدة الترابية للمملكة المغربية وإظهار حقده الدفين على المسيرة التنموية المضطردة التي تعيشها أقاليمها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا..الإعلام الجزائري مدفوع الأجر والمرغم من طرف الجنرالات العسكريين الحاكمين الحقيقيين لجارة السوء على مشاكسة المغرب في سيادته على أقاليمه الجنوبية بالصحراء، حاول هذه المرة، ولم ينجح كعادته، في ممارسة لعبته القذرة والمكشوفة بمناسبة زيارة العمل التي قام بها مؤخرا للجزائر مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ” ديفيد شنكر” وذلك من خلال تمرير أسئلة (مخدومة وبليدة) خلال المؤتمر الصحافي للمسؤول الأمريكي رفيع المستوى بهدف الحصول من هذا الأخير على تصريح من شأنه التشكيك في اعتراف الأخير للرئيس الأمريكي ” دونالد ترامب ” بالسيادة المغربية على كامل التراب الوطني بما فيه الأقاليم الجنوبية بالصحراء المغربية، ناسيا (الإعلام الجزائري) عن غفلة أو عن جهل ما يتمتع به “ديفيد شنكر” مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى من دهاء دبلوماسي وذكاء سياسي ومعرفة بالعقلية العربية وهو الذي درس في الجامعة الأمريكية في القاهرة مما خوله له الفهم الجيد وتكلم اللغة العربية، وشغل قبل انضمامه إلى وزارة الخارجية الأمريكية منصب مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى..
وبالرجوع إلى مجريات المؤتمر الصحافي وفي رده على الأسئلة غير البريئة لإعلاميي العسكر الجزائري المندسين بالقاعة، قطع المسؤول الأمريكي الشك باليقين وقدم لهم دروسا في اللباقة الدبلوماسية والحنكة السياسية ووجه لهم صفعات موجعة من خلال أجوبته على الأسئلة.. وهي لعمري أسئلة مشبوهة تنم عن الكراهية وعن معاكسة مصالح المغرب وعن التدخل في القرار الأمريكي السيادي ..أسئلة بدت طبيعتها المشبوهة منذ السؤال الأول في المؤتمر الصحافي الذي طرحه ممثل قناة الجزيرة المغضوب عليها بالمغرب “عاطف قدادرة ” هذا الإعلامي المثير للانتقاد والسخرية في الجزائر والذي نورد مقتطفا مما كتب عليه بجريدة الخبر الجزائرية في عدد 7 يونيو 2010 فيما عرف بقضية ابن الجنرال عطايلية الذي اقتحم مقر رئاسة الجمهورية آنذاك ” ..المضحك في هذه القضية أن الصحفي المسمى “عاطف قدادرة ” نشر هذا الخبر في جريدة الحياة بنفس التفاصيل التي وردت في نسخة البي دي أف المحذوفة. هذا التلاعب يدفعنا إلى إعادة النظر في جميع التقارير التي يكتبها المدعو عاطف قدادرة الذي أخذ مكان أنيس رحماني كمراسل أمني لجريدة الحياة اللندنية، ويوقّع باسمه تحت الكثير من التقارير الأمنية التي أثبت الواقع أنها مفبركة لخدمة أغراض استخباراتية في الداخل و الخارج”..هذا الإعلامي الاستخباراتي وفي الوقت الذي تحدث فيه ” ديفيد شينكر” في مستهل الندوة الصحافية عن العلاقات التاريخية والاقتصادية والسياسية بين امريكا والجزائر وعن إمكانية السير بها إلى الأمام وعن الدعم الأمريكي للجزائر لمواجهة تفشي كورونا والذي بلغ 4.1 مليون دولار وعن العلاقات الاقتصادية وتواجد العديد من الشركات الأمريكية العاملة في الجزائر التي تخلق فرص شغل عديدة وتساهم في النمو الاقتصادي والاجتماعي في هذا البلد..نجده ( عاطف قدادرة) يسبح ضد التيار ويسأل الدبلوماسي الأمريكي عن إمكانية مراجعة الإدارة الأمريكية للاعتراف الذي أصدره الرئيس المنتهية ولايته “دونالد ترامب” بسيادة المغرب على صحرائه، وهل يتضمن الاعتراف الأمريكي أو الاتفاق الثلاثي مؤخرا بين واشنطن واسرائيل والمغرب حضور عسكري أمريكي في الصحراء المغربية .. فما كان للمسؤول الأمريكي إلا أن يرد على الغباء الصحافي والخنوع الإعلامي عبر توجيه صفعة لا ترد وتنم  عما يتمتع به الرجل من دهاء دبلوماسي وذكاء سياسي وكان الرد حول ما إذا كانت إدارة بايدن ستتراجع أو تلغي قرار الرئيس ترامب بشأن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، بأنه ليس بإمكاني الحديث عن هذا القرار، وأنه تم تعيينه للعمل في المنصب تحت إشراف وزير الخارجية “بومبيو” وأن لكل إدارة صلاحية وضع السياسة الخارجية وتحديد مبادراتها ..وأن ما يمكنه قوله هو أن الولايات المتحدة لا زالت تعتقد أن المفاوضات السياسية وحدها القادرة على حل القضايا بين المغرب وجبهة البوليساريو وهي المفاوضات التي يجب أن تندرج في سياق خطة الحكم الذاتي المغربية..
إلا أنه بدا من خلال مجريات الندوة أن رد الصفعة للدبلوماسي الأمريكي لم تلتقط إشاراتها جيدا من طرف إعلاميي العسكر الحاضرين لتنفيذ مهمة واحدة وفريدة، مهمة إحراجه وذر الرماد في عيون الشعب الجزائري المغلوب عن أمره، ليتفتق الغباء الإعلامي في أحقر صوره، وهذه المرة لدى ممثل قناة الشروق الجزائرية المخزنية والذي ظن أنه الأذكى حينما أعاد في سؤاله تسريب إمكانية تراجع الإدارة الأمريكية عن الاعتراف بالسيادة المغربية عن الصحراء حين تحدث عن قضية الصحراء المغربية وأحقية ما سماه بالشعب الصحراوي في تقرير مصيره..ليوجه له الدبلوماسي الأمريكي المحنك الصفعة الثانية والموجعة حين تجنب الرد على سؤاله في شقه المتعلق بالصحراء المغربية..
ولأن أغبياء الإعلام المخزني الجزائري لا يفهمون بالغمزة كما يقول المثل الشعبي المغربي ويصرون على تلقي الدبزة تلو الدبزة، تقدم بالسؤال إعلامي غبي ثالث في شخص ممثل قناة البلاد المخزنية ليتحدث عما سماهم ببعض كبار المسؤولين السابقين في الولايات المتحدة، حسب زعمه، والذين انتقدوا قرار ترامب بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء ووصفوه بالمقايضة، سائلا ما إذا كانت إدارة ترامب قد ورطت الولايات المتحدة على المدى البعيد في المنطقة ..وهو السؤال الذي كان مناسبة لتوجيه السيد “ديفيد شنكر” للصفعة الثالثة للإعلامي المشبوه حين أعاد له ما رد به على المتسائل الغبي الأول حول الصحراء وأكد له أن الولايات المتحدة لا تزال تؤمن أن المفاوضات السياسية وحدها هي القادرة على حل القضايا بين المغرب والبوليساريو ويجب أن تتم هذه المناقشات في سياق خطة المغرب للحكم الذاتي .. أبعد من ذلك شدد الدبلوماسي الأمريكي في ختام المؤتمر الصحافي الذي عقده في قلب الجزائر وبحضور سياسييها وإعلامييها على أن الوضع الراهن في الصحراء المغربية لم ينجح ولم يستفد منه أحد، و أن ما فعلته الإدارة الأمريكية والذي يتجلى في اعترافها بالسيادة المغربية على أقاليمها الجنوبية بالصحراء هو خطوة نحو حل أكثر جدية وواقعية وأكثر مصداقية للنزاع في الصحراء وهي المقاربات الجريئة والمبتكرة وغير التقليدية التي يتطلبها حل المشكلة وهذا ما فعلته الإدارة الأمريكية.. وحث جميع الأطراف على المشاركة البناءة مع الأمم المتحدة، مؤيدا تعيين مبعوث خاص جديد ومعبرا عن دعم الإدارة الأمريكية للأمم المتحدة في المضي قدما نحو طرق جديدة ومبتكرة لإحراز تقدم في عملية السلام..

اترك رد