اليوم العالمي للماء

بقلم: نجية الشياظمي

إنه مجرد ماء:
سكب الكأس على الأرض، فقد شرب منه قليلا لكنه لا يستطيع إكماله ولا يود ان يشرب من الماء الذي ظل هناك برهة من الزمن
صرخت الأم  في الطفل  بأعلى صوتها :
*ماذا فعلت أيها المتهور ؟؟؟
نظر الطفل إلى الأم باستغراب
+و ماذا فعلت لقد كان مجرد ماء ، و لقد شربت ما يكفيني ، فماذا أفعل بالباقي ؟؟؟
*مجرد ماء …ها مجرد ماء ؟؟؟ و ماذا تفعل لو لم تجد يوما شربة الماء تلك ؟؟؟
اقتربت منه و مسحت على رأسه ثم زفرت طويلا و بدأت في التوضيح
*هل تعلم بني أن الماء هو الكنز الذي لا يقدر بثمن لكننا لا نعطيه أهمية لمجرد أنه متوفر بين أيدينا ، هل تعلم أن الجرعة التي سكبتها على الأرض بإمكانها إنقاد إنسان من الموت عطشا
في مكان ما ؟؟؟ طبعا أنت لا تعلم هذا و إلا لما كنت فعلت فعلتك .
+ماما …لم أقصد شيئا سوى أن اتخلص من كمية الماء التي لم تعد صالحة للشرب.
*ربما كانت نيتك سليمة ، لكنها جد خطيرة ، لن أستطيع أن أوضح وأوصل لك خطورة الأمر ، لكنك يمكنك ذلك بنفسك
سأطلب منك أن تنجز لي بحثا عن أهمية الماء في العالم ، ومدى ندرة هذه المادة الحيوية وخصوصا بعد التغيرات المناخية،  هل تقوم بذلك ؟؟؟
أطرق الطفل برأسه ، ثم سكت قليلا و رد بهدوء
+حاضر ماما ، أعدك سأفعل .
أمسكت بيده ثم عانقته و قبلت جبينه
*شكرا حبيبي ، أود أن تتعلم و تعلم غيرك أيضا .

اترك رد