بينما ينتظره دخول جامعي حارق، ميراوي يغادر المغرب لثلاث أسابيع صوب فرنسا ثم أمريكا

بالواضح

علم موقع “بالواضح” أن عبداللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، غادر المغرب، يوم الأربعاء 3 غشت في الصباح الباكر، صوب فرنسا، في أول أيام عطلته السنوية، قبل أن ينتقل بعد ذلك إلى أمريكا، لمدة ثلاث أسابيع كاملة!!؟ هذه المغادرة المستعجلة تأتي في وقت جد حساس تمر بها منظومة التعليم العالي الوطنية حيث كان حريا بالوزير الوصي على القطاع أن يواكب الملفات العالقة التي لم يتمكن من حلها، رغم وعوده المتكررة، عوض الاستجمام.

فبالإضافة إلى مساءلته من طرف نواب الأمة لتوضيح ما سمي ب”فضيحة” تورط طلبة في استعمال وسائل الغش من أجل ولوج كليات الطب بالمغرب وحيث إنه لن يتمكن من الرد بحكم تواجده خارج التراب الوطني وبعد رفضه الامتثال أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب لتنوير الرأي العام بخصوص شبهة تضارب المصالح وتلقي أموال أجنبية للترويج لمشاريع فرنكوفونية التي تلاحقه، في سابقة استثنائية، ها هو اليوم يغادر المغرب ويترك وراءه الآلاف من الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا قصرا، دون أن يوفي بوعده القاضي بحل الإشكال نهائيا مباشرةً بعد عيد الأضحى، كما جاء في تدخله أمام مجلس المستشارين، بتاريخ 21 يونيو الماضي. تهرب ميراوي من التجاوب في موضوع أوكرانيا يأتي بعد أن سبق له أن وعد الطلبة بإدماجهم، منذ أوائل شهر مارس الماضي، في كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة، دون اجتياز أي مباراة، في مبادرة “سياسوية”، قبل أن يتراجع عن وعده بعدما توصل بتنبيهات مفادها أن ما اتخذه من قرارات لا أساس قانوني ولا موضوعي لها.

تأتي عطلة ميراوي بفرنسا وأمريكا كذلك في خضم الاحتقان غير المسبوق الذي تعرفه الجامعة العمومية بعد إعلانه تعليق القانون الأساسي للأساتذة الذي تم التوافق بخصوصه، قبل مجيئه إلى الحكومة، حيث من المتوقع أن تعمد نقابات التعليم العالي إلى مقاطعة الدخول الجامعي في حال لم يتمكن الوزير، كما وعدهم كذلك، من صرف مستحقات ترقية الأساتذة الباحثين ورفع الاستثناء عن الأساتذة الباحثين حملة الدكتوراه الفرنسية وتصفية ملف الخدمة المدنية ورفع الحيف عن الأساتذة الباحثين الذين وظفوا في إطار أستاذ محاضر واحتساب الأقدمية المكتسبة في سلك الوظيفة العمومية. “لأول مرة” في تاريخ الجامعة المغربية، كما يروق للوزير قوله كل مرة “عمد إلى إطلاق ما سبق له أن أطلق في ما يشبه السرقة الأدبية”، سيكون الدخول الجامعي بالفعل مهددا، كل ذلك في جو اجتماعي جد محتقن واستثنائي.

اترك رد