عذرا غزة، ليست لنا عزة

بقلم: عبد العزيز بوسهماين

عذرا غزة! ما نحن قادمون
في أوطاننا وبيوتنا نحن قاعدون،
منهمكون بالمال والبنون،
خائفون من الإملاق والمنون،
وللعيد بشغف منتظرون.

إليكِ أبدا لن نأتي،
مهما صرتِ ولو دُمرتِ،
فنحن لسنا منك كما أنتِ
لستِ منا وليس لنا عليك مِنة.

فعذرا غزة! ليست لنا كرامة ولا عزة
ولن تسمعي لنا إِز ولا ركزا،
فقد غدونا غثاء كغثاء السيل
وتكالبت علينا الجِراء بالنهار والليل.
ولم يعد بيننا للدين صلاح
يفتح القدس ويهدينا الى الفلاح.

لن ننصرك ياغـزة الأبِية،
فنخسر من حلفائنا الهدية،
وتضيع معاملاتنا التجارية،
ونفقد مصالحنا السياسية،
بذنبك يا غزة العصية.

حبي لك يا غزة جد كبير،
لكن قلبي أسير
يخشى القردة والخنازير
أخاف رعاتهم، ولي في يدهم مصير،
لو نصرتُك ألقى الحساب العسير،
وأنا لست في غِنى عن الكرسي الوثير.
لك الله فهو نعم النصير.

فيك رجال أشداء لا يهابون نذير،
وأطفال ما في الأرض منهم نظير،
ونساء يدفن أشلاء شهدائهن بالتكبير،
ويطمرن أطراف أطفالهن بكبرياء مثير،
ويلدن بدل الشهيد الواحد الكثير.

أنتم يا أهل غزة وفلسطين!
قهرتم الجيش اللعين،
فما حاجة قوم بواسل
بعسكر إجفِيلٍ متكاسل؟

أنتم أرهبتم عدوكم بالقسام والصبرِ
وأرغمتم الصهيون على التعفن في الجحرِ
وأحلتم الانكسار الى نصرِ.
شهداؤكم في الجنة وموتاهم في النارِ
ونحن ـ المتمسلمون ـ لبسنا ثوب العار.
الويل لهم، أقتلهم يا جبار
والخزي لنا، أين الفاروق عمر ؟

نسارع لنلبس ثوب العيد
ونقول لبعضنا: “عيد سعيد”،
وعيدكم برائحة الموت ولون الدم أكيد،
تلبسون فيه جراح زُبُرَ الحديد،
وتموتون بفخر ويولد طفل جديد
عن وطنه ودينه لن يحيد
حتى يندثر صهيون العتيد.
فطوبى لكم، ولنا شر الوعيد
حيث لا عيد لنا ولكم أجمل عيد.

فكل عيد وأنتم أشاوس مقاومون
وكل عيد ونحن جبناء خاضعون.

اترك رد