مهزلة النفايات في باب الخميس التاريخي

بالواضح - مصطفى شكري

بالرغم من ان مدينة مراكش الحمراء، مدينة السياحة التي صرفت عليها المليارات، وكونها مدينة الصفاء والهدوء والجمال الرباني، مراكش ذات التاريخ المجيد، والمأثر التاريخية الشاهدة على تعدد الحضارات وعبق تاريخ الامجاد، مدينة سبعة رجال، الا أن هذه المدينة اليوم تئن ولا مغيث، تغوص في الازبال المتراكمة في احد أشهر أبوابها، باب الخميس، وانت تتجول بين جنباتها عوض ان تشم رائحة التاريخ العظيم، تلاحقك روائح كريهة، ومناظر مقرفة للقمامات هنا وهناك، لذلك أمام هذا الواقع المراكشي المؤسف يحق لنا أن نتساءل عن المنتخبين المحليين الذين منحت لهم الساكنة ثقتها لتدبير شأنها المحلي، هل عجزوا عن تسيير مدينة شامخة، هل صاروا عاجزين عجز الفاشلين عن جمع ازبال المواطنين، ماذا حل بهم ولماذا صارت مراكش هكذا، هل غياب السياح بسبب جائحة كورونا، جعلهم مقتنعين بعدم ضرورة جمع النفايات فلابأس ان شمها المواطن، ولابأس ان ضيعت جمالية باب كباب الخميس بحمولته التاريخية ورمزيته عند المواطن المراكشي، لايهم بالنسبة لكم الأمر لان من تخافون من كاميراتهم، ومن تسعون لكسب رضاهم غائبون وبسبب كورونا لم يأتوا، اما المواطن فله الله، واما مراكش فقد ضاعت عندما أسندت الأمور لامثال بعض من منحت لهم الثقة ممن جعلوا المناصب لتحقيق المصالح وغابت عنهم انهم انتخبوا لخدمة المواطن، مراكش تحتضر من الفقر المذقع، َومن قصر ذات اليد، ومن توقف الاقتصاد، ومن تفشي الجائحة، وزادوها قهرا من الروائح الكريهة والمناظر غير الائقة التي تؤثث الفضاء، وتضيفه بؤسا وظلاما، ان المواطن وهو يتجول بين جنبات باب الخميس يحز في نفسه على تاريخه المجيد وشكله الذي صار بشعا مؤلما مخزنا، اتقوا الله في وطن أعطاكم الكثير ولم تقدموا له أي شيئ، سوى سوء التدبير وغياب الحكامة والفشل في التسيير، لتبقى إذن الرسالة التي نوجهها إلى الضمائر الحية، إلى القلوب المتشبعة بالمواطنة، إلى من يحبون مراكش الحمراء فهي اليوم صارت مزبلة وانتم حقا ايها المدبرون إلى مزبلة التاريخ فهو لايرحم، انقذوا مراكش انها تحتضر انها تختنق من روائح العفن وبراثن الأزبال، كنت حمراء يا مراكش، واليوم انت مرتع الفاشلين وازقتك وابوابك مكانا للمتشردين والبائسين والحيوانات الضالة، رسالة من محب لمراكش وأهلها، نظفوا مدينتكم فيكفي ان جائحة كورونا حاصرتها، فلاتزيدوها بشاعة فالمواطن يستحق أن يعيش في بيئة سليمة، شأنه شأن سياحكم الذين كنتم تنظفون الشوارع من أجلهم ولعيونهم، فعلا هزلت عندما أسندت الأمور لامثالكم.

اترك رد